الدكتور أشرف رضوان..مدير فوق العادة
بقلم -هشام الهلوتى:
لو كنت وزيرا للصحة لتمسكت بهذا الطبيب الذى أفنى حياته في حب مصر، ولطلبت المد له بدلا من السنة عشر سنوات .
فمثل هذا النموذج الفريد في إخلاصه وعشقه لمهنته لايتكرر كثيرا ،بل هو حالة نادرة جداً .
أعرفه منذ أكثر من عشرين عاما،نموذج يحتذى في الادارة والتخطيط وحسن التدبير لايعرف المستحيل ويصنع المعجزات من اجل المريض .
فطبيب الأسنان اشرف رضوان الذى يعمل مديرا لمركز رعاية طفل العباسية حول هذا المبنى المتهالك الكائن بشارع محمد رفعت بالعباسية من مجرد مركز متواضع لرعاية الطفل الى كيان طبى عظيم ينافس مستشفيات كبرى في تقديم خدمات طبية متميزة.
فهو مشغول دائما وعلى مدار سنوات بتدبير موارد وتبرعات لشراء اجهزة ومستلزمات للمركز ، لسد العجز وتوفير خدمات طبية اضافية للفقراء لم تكن موجودة أصلاً فى خطة مراكز رعاية الطفل، ويشعر أشرف رضوان بفرحة كبيرة وانتصار عندما يحصل على تبرع لشراء سونار او اجهزة تكييف او حتى كرسى جديد فى اطار حلمه بتطوير المركز،وتتضاعف سعادته عندما ينجح فى إقتناص أجهزة من من مستشفيات اخرى تابعة لوزارة الصحة، يعيد اصلاحها وإدخالها الخدمة واحيانا يكتشف انها جديدة لم تستخدم بعد !
والأهم من ذلك دفاعه باستماتة عن المركز على مدار اكثر من عشر سنوات والسعى للحصول على قرار نزع الملكية وتعويض اصحاب العقار لكى يستمر المركز فى خدمة المرضى الغلابة .
على مدار سنوات ادارته لمركز طفل العباسية جسد الدكتور أشرف رضوان الذى يبلغ غدا سن الستين والاحالة للمعاش المعنى الحقيقى لمهنة الطب الانسانية بانحيازه الكامل للمرضى الغلابة ورفضه العديد من فرص السفر الى دول الخليج رغم احتياجه الشديد لها ،ولم يسعى لامتلاك عيادة خاصة حتى يتفرغ بشكل تام لتطوير الخدمات بمركز طفل العباسية لينافس أكبر المستشفيات ، وليبقى عليه كمركز اشعاع طبى ومنارة تبعث الأمل والطمأنينة فى نفوس ابناء الوايلى والعباسية المترددين عليه والذين يزيد عددهم عن نصف مليون بخلاف المترددين من مناطق اخرى من المرج الى حلوان .
المركز بالنسبة لأشرف رضوان قصة عشق واستكمال لنجاح إدارات متعاقبة منذ إنشائه عام 1955 حتى الان ،فاذا كنا اطلقنا طبيب الغلابة على عدد من الاطباء المخلصين للمهنة،فمن حق هذا الرجل ان نطلق عليه مدير الغلابة،فقد تحدى كل الظروف الصعبة والبيروقراطية ليجعل مركز طفل العباسية ملاذا للمرضى الغلابة ومن أهم المراكز على مستوى الجمهورية،و ضمن اربعة مراكز فقط متميزة على مستوى القاهرة .
فالمركز الى جانب صرفه الألبان للاطفال المحرومين من الرضاعة الطبيعية يقدم خدمات طبية متنوعة بتذكرة.
كشف لاتتعدى جنيها واحدا شاملة صرف العلاج مجانى بخلاف عيادة العلاج الطبيعي التى تضم احدث الأجهزة بجهد خاص جداً من المدير ومنها جهاز الموجات التصادمية وهو جهاز نادر وغير متوافر سوي في ثلاث مستشفيات كبري فقط بالقاهرة كلها، إضافة لوجود قسم أسنان متميز جدا يضم ٣٢طبيب
وعيادة تركيبات الاسنان بنوعيها الثابت والمتحرك
بالاضافة الي هذا فإن المركز به ركن للمشورة الذي يهتم بالصحة النفسية للطفل.
وقد ساهم المركز بفضل مديره الدؤوب بشكل فعال جدا فى مواجهة جائحة كورونا،وكان يسعى لارسال فرق طبية من المركز الى النقابات والمساجد والكنائس واماكن التجمعات من منطلق احساسه بالمسئولية تجاه وطنه فى تلك الظروف الحرجة.
كما شارك اشرف رضوان بحماس شديد في كل المبادرات الرئاسية كأى مستشفى كبير ” سواء تحليل فيروس سي” و”الكشف المبكر لسرطان الثدي” والامراض المزمنة” “الضغط والسكر ” الاعتلال الكلوي “قياس السكر التراكمي” “الدهون الثلاثية” أو”مبادرة الأم والجنين” ” مبادرة كبار السن” .
كما ادخل “رضوان” خدمات اخري للمركز مثل الطوارئ والاستقبال ونظام المشروطية والمتابعة الطبية لمستفيدي معاش تكافل وكرامة وعلاج غير القادرين وكلها خدمات تليق بمستشفى كبير وليس بمركز رعاية طفل!
باختصار تاريخ هذا الرجل حافل ومشرف ،واخشى ان تنتهى قصة هذا المركز وتطوى صفحته بخروج اشرف رضوان على المعاش غدا يوم ٢٦اكتوبر ببلوغه سن المعاش ،فيتم تسليم المبنى للورثة ،ويسدل الستار على عشر سنوات من المعاناة والكفاح للإبقاء عليه ملاذاً للغلابة و منارة طبية ومركز إشعاع
يبعث الأمل والطمأنينة فى نفوس ابناء الوايلى والعباسية