اهم الأخبارمقالات

أزمه كورونا .. دروس مستفادة لتطوير النظام الصحي في مصر

بقلم : د/سامح محمد فخري

يتميز النظام الصحي في مصر بسمات عديدة منها تعدد مقدمي الخدمه (Fragmented ) وتشمل وزارة الصحه وهيئاتها المختلفه من مراكز للرعاية الصحية الأولية ومراكز للأمومة والطفولة وهيئات تضم المستشفيات التابعة للتأمين الصحي و” المؤسسه العلاجية” و”امانة المراكز الطبية المتخصصة” و”الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية” وهيئة الاسعاف بجانب ادارة الطب الوقائي وهيئات أخري.
ويوجد كذلك مستشفيات جامعية تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومستشفيات عسكرية تابعة للقوات المسلحة بإمكانيات بشرية وفنية هائلة ومستشفيات تابعة لهيئة الشرطه وجهات أخري مثل الوزارات والنقابات والجهات الأمنية والبنوك.
ومن مقدمي الخدمة أيضاً القطاع الطبي الخاص بكل مافيه من تفاوت في مستوي الخدمات المقدمة.
ومن السمات الأخري للنظام الصحي الحالي عدم وجود تناغم وتجانس بين الهيئات المختلفة المقدمه للخدمة (Heterogenous) بالأضافه الي أنه ( بصفة عامه ) يعتبرعلاجاً خاصاً ولو جزئياً (Partially Private ) يتطلب مشاركة المريض سواء بشراء أدوية أو مستلزمات في مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية أو مقابل نقدي عند تلقي العلاج في المستشفيات العسكرية أو مستشفيات الهيئات الأخري وبطبيعة الحال عند تلقي العلاج في القطاع الطبي الخاص. ونعلم جميعاً إننا أمامنا سنوات حتي تنضج تجربة التأمين الصحي الشامل الجديد والتي إنطلقت بعد تأخر سنين.
وهناك سمة أخري للنظام الصحي أنه بصفة عامة مراقب جزئياً ( Partially Regulated ). ونحن جمعياً املين خيراً من الهيئات الصحية الثلاثة التي تم إنشاؤها مؤخراً من أجل تقديم رعاية صحية متميزة ومستدامة وتحقق قواعد الجودة .
هناك العديد من الدروس في أزمة كورونا التي يمكن الأستفادة منها لتطوير النظام الصحي في مصر وهي :
(1) زيادة الأنفاق علي الصحة مقارنة بالناتج المحلي وزيادتة عن 3% التي نص عليها الدستور. تنفق معظم دول العالم من 8-12 % من الناتج المحلي علي الصحة بإستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي تنفق 18% علي الصحة من الناتج المحلي.
(2) ضرورة تناغم الجهات المختلفة لتقديم الرعاية الصحية في صورة تعود بالنفع علي مقدم ومتلقي الخدمة خاصة المستشفيات العسكرية المنضبطة وصاحبة الأمكانيات اللوجيستية والفنية الهائلة والكوادر المتميزة.
(3) ضرورة تطوير المستشفيات الجامعية لتصبح قوة ضاربه في قطاع الصحة .
(4) الأهتمام بالقطاع الطبي الخاص وتطويره ودعمه ليصبح في مستوي متميز بجانب الرقابة عليه مثل باقي الجهات المقدمة للخدمات الصحية.
(5) إقتصار دور وزارة الصحة علي التشريع والرقابة وليس تقديم الخدمة.
(6) الأهتمام بالجيش الأبيض من أطباء وتمريض وفنيين وعاملين ورعايتهم مادياً وتدريبهم التدريب الراقي. وقد أمر رئيس الدولة بزيادة بدل المهن الطبية وكذلك مرتب أطباء الأمتياز.
ولكن هل من المعقول أن يتدخل رئيس الدولة شخصياَ لحل مشاكل عاجلة خاصة بالكادر الطبي يمكن أن يتعامل معها بسهولة الوزير المختص أو ماينوب عنه وأخرها تدخل الرئيس شخصياً لفحص المئات من الكادر الطبي في معهد الأورام بعد مخالطتهم لحالة مصابة وإصابة 17 من الكادر الطبي بالفيروس.
(7) ضرورة الأهتمام بصناعة الدواء والمستلزمات والأجهزة الطبية وكم كما كانت سعادتي بجامعات مثل جامعة زويل وجامعة المنصورة وهما يقومان بمشاريع بحثية لتعديل أجهزة التنفس الصناعي للتمكن من إستعمالها لأكثرمن مريض.
(8) زيادة المخصص للبحث العلمي وهو 3% فالبحث العلمي ليس ترفاً ولكنه أصبح ضرورة وكذلك الأهتمام بتدريب أجيال من الباحثين تدريب راقي متميز.
(9) المواطن شريك وصاحب حق لمعرفة البيانات والحقائق وليس للطمئنة …الشعب أصبح واعياً حتي الذين لم ينالو قسطاً من التعليم أصبحت المعلومات متاحة ومن كل أنحاء العالم.
(10) ظهرت الأزمة معدن الشعب المصري الأصيل الذي يظهر في وقت الأزمات. وأختلف بشدة مع من يتهم الشعب بعدم الإنضباط وعدم الفهم واللامبالاه فهذا الشعب تم إهماله لأعوام طويلة ولم يجد من يحنو عليه كما قال رئيس الدولة.
(11) سنعبر هذه الأزمة قريباً أن شاء الله وأنا علي ثقة أنها ستسهم في تطوير منظومة الصحة في مصرإذا تأملنا دروسها ووعيناها جيداً. حفظ الله مصروأهلها .

استاذ الجهاز الهضمي والكبد

معهد تيودور بلهارس للأبحاث الطبية

عضو لجنة الصحة بحزب الوفد

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق