بقلم أسماء عبد الحليم :
التحدث والتفاعل مع أطفالنا ليس مجرد وسيلة لتبادل المعلومات او لتنفيذ الاوامر فقط ولكنه أداة حيوية تسهم في تطوير مهاراتهم المختلفة وتعزيز نموهم الشامل وخصوصا بعد أن أصبح التوجه العام في الأونة الاخيرة متجهاً الي تسليط الضوء علي اهمية خلق حوار مثمر مع الاطفال مع التفاعل الحركي واللفظي وذلك نظراً ارتفاع اعداد الاطفال الذين يعانون من مشاكل في النطق والكلام حول العالم .
وبحسب منظمة الصحة العالمية وجد حوالي 5 إلى 10% من الاطفال حول العالم يعانون من مشاكل في النطق والكلام ،مما يعكس أهمية التفاعل الحسي مع الأطفال منذ الولادة .
ووفقا لدراسة من جامعة هارفارد فإن الأطفال الذين يتلقون تفاعلات حسية ومعرفية مكثفة من الآباء يحققون درجات أعلى بنسبة 20% في الاختبارات القياسية للقدرات المعرفية واللغوية مقارنة بأقرانهم الذين لم يتلقوا نفس القدر من التفاعل.
هذه الإحصائيات تؤكد أهمية الدور الذي يلعبه الآباء في تفاعلهم الحسي والمعرفي مع أطفالهم وتأثيره الإيجابي الكبير على نموهم الشامل، بما في ذلك القدرات المعرفية، والمهارات الاجتماعية، والتطور العاطفي.
فالتحفيز الحسي يلعب دورًا محوريًا في نمو الأطفال وتطورهم منذ الولادة وحتى مراحل الطفولة المتقدمة. فهو يشمل جميع الأنشطة والتجارب التي تنمي وتغذي الحواس المختلفة مثل البصر، السمع، اللمس، الشم، والذوق. من خلال هذه التجارب، يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع العالم من حولهم، مما يساعدهم على بناء مهاراتهم العقلية والحركية الأساسية.
إهمال التحفيز يؤدي إلى تأخر النمو العقلي والحركى
لكن، ماذا يحدث عندما يُحرم الأطفال من هذا التحفيز الحسي الضروري؟ إهمال التحفيز الحسي يمكن أن يؤدي إلى تأخر في النمو العقلي والحركي، حيث تكون الفرص المتاحة للأطفال لاكتشاف واستكشاف محيطهم محدودة. هذا النقص في التحفيز يمكن أن يؤثر سلباً على تطورهم اللغوي، مما يؤدي إلى صعوبات في التواصل وفهم اللغة. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الأطفال تأخيرات في المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة، مما يؤثر على قدرتهم على التنقل والتحكم في أجسامهم.
ولهذا فمن الضروري أن يدرك الآباء أهمية توفير بيئة غنية بالتجارب الحسية المتنوعة للأطفال. وبذلك يمكنهم ضمان نمو وتطور صحي وسليم للأطفال، مما يمهد الطريق لمستقبل مشرق ومستقر. إهمال التحفيز الحسي ليس مجرد فقدان فرصة للتعلم، بل هو عقبة قد تكون لها تبعات طويلة الأمد على نمو الأطفال وتطورهم سواء في تطورهم الدراسي أو تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم
وفى هذا المقال نحاول التركيز على عدد من أنشطة التفاعل الحسي لتسريع النمو العقلي والفظي والحركي :
1. أنشطة التحفيز البصري عن طريق استخدام الألوان الزاهية الموجودة بالمجموعات الضمنية للفواكهه والخضروات ،والألعاب التي تصدر أضواء مختلفة . فالتحفيز البصري يساعد علي تطوير الإدراك البصري.،تحسين التنسيق بين العين واليد، تعزيز القدرة على التمييز بين الألوان والأشكال.
2. أنشطة تحفيز حاسة التذوق وذلك عن طريق تقديم أطعمة متنوعة بنكهات وقوام مختلف.كالطعام اللين والصلب ، حلوة ومالحة وحامض ،فالتحفيز التذوقي يسهم في تطوير حاسة التذوق.وتعزيز مهارات الأكل الذاتية.
• 3.أنشطة التحفيز الشمي فالروائح الطبيعية مثل الفانيليا والنعناع والقهوة والياسمين والزهور ذات الروائح المميزة تساهم في تحسين الوعي الحسي بالروائح.،وتعزيز القدرة على التمييز بين الروائح.،تشجيع الذاكرة والارتباطات الإيجابية.
• 4. أنشطة التحفيز اللمسي :كالاقمشة الناعمة والخشنة و الرمل، الطين، والمعجون.والتدليك واللمس ،فالاطفال تتأثر بكل ما هو ملموس ويثير حاسة الفضول والاستكشاف لديه فانشطة التحفيز اللمسي تحسن المهارات الحركية الدقيقة بشكل ملحوظ وتعزز التميز الحسي وتنمي حاسة الفضول والاستكشاف لدي أطفالنا
• 5.أنشطة التحفيز السمعي الموسيقى للأصوات المختلفة مع إمكانية التلوين الصوتي من قبل الاباء يساعد الطفل علي التمييز بين اللعب وبين تنفيذ الاوامر كما أن سماع الطفل لأصوات الحيوانات واصوات الطبيعة المختلفة كصوت الأمواج والشلالات ،كل هذا يحسن من قدرته علي الاستماع والتميز بين الاصوات ويعزز من مهارات اللغة ويساهم في تطوير الحس الموسيقي ويساهم في تهدئة الطفل عند تحضيره للنوم ليلاَ وأصوات منوعة.وبالاضافة إلي قراءة القران والقصص القصيرة .
• 6. التحفيز الاجتماعي: كالألعاب التي تتطلب التعاون والمشاركة مثل كرة القدم وكرة السلة و.،التجمعات مع الاهل و الاصدقاء فالتحفيز الاجتماعي يخلق طفل متعاون ولديه القدرة علي حل المشكلات والتفاعل مع الشخصيات المختلفة ويحسن من المهارات الاجتماعية بشكل عام ويدعم الثقة بالنفس.