الجنس الناعم فى مرمى نيران شركات التبغ
كتب-هشام الهلوتى:
البنات والنساء شرائح مستهدفة بشدة من شركات التبغ، وخاصة من خلال الدعاية غير المباشرة عبر الدراما التليفزيونية وافلام السينما وهوماأكدته كل الدراسات الدولية والمحلية فالبنات والسيدات يتأثرن بالدراما بشكل كبير ويتابعن المسلسلات والأفلام اكثر من الرجال، يقلدن النجمات ويتابعن كل ما هو جديد وملفت، وللأسف فإن مشاهد تدخين بطلات الدراما يزيد من تقبلهن سلوك التدخين.
كما ان شركات التبغ تستهدف هذه الشرائح للترويج بشكل مباشر لمنتجاتها الجديدة من التبغ المسخن والسجائر الاليكترونية وولاعات السجائر بأشكال جذابة مثل “احمر الشفاه” اضافة الى الترويج لهذه المنتجات بنكهات مُحببة لهن “فواكه وشيكولاتة وفانيليا” والوان زاهية تزيد من الاغراء والخداع ،واللجوء الى طرح اكسسورات لسيجارة السيدات منها الفلتر المرصع بالاكسسورات وأغلفة لعلب السجائر بألوان مختلفة لتكون لون الملابس التي ترتديها الفتاة أوالجراب المخصص للموبايل ،كما انتجت الشركات سجائر بأسماء السيدات مثل كاميليا ورشيقات فرجينيا ،وابتكرت تصميمات خصيصاً لجذبهن الى التدخين سواء بسجائر رفيعة وخفيفة مع وعود باحتوائها على كميات أقل من القطران والنيكوتين. أو ربط التدخين بسلوكيات تبدو إيجابية كتحرر المرأة والفتنة والنجاح والنحافة.
ورغم ان ظاهرة التدخين في مصر هي ظاهرة ذكورية بالأساس والنسبة المعلنة لانتشار التدخين بين النساء فى مصر لا تتعدى ٢% مقابل 34.2 % للرجال بحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، الا ان كثافة مشاهد تدخين السيدات فى الاعمال الدرامية ازعجت جميع الجهات المعنية بمكافحة التدخين ومنها وزارة التضامن الاجتماعى فقد كشف عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن الاجتماعي، عن ان نسبة تدخين النساء في الأعمال الدرامية التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي 2020 وصلت إلى 20% من إجمالي الشخصيات المُدخنة خلال أحداث المسلسلات، وهو مايؤكد ان البنات والسيدات فى مرمى نيران شركات التبغ،وأنه يجب الانتباه جيداً لهذه الاساليب والحيل لإنقاذ بناتنا ونساءنا وحمايتهن من أضرار التدخين .
ويحذر احد خبراء الطب النفسي من إن الإناث اللاتي يتجهن إلي التدخين سيصبحن بعد ذلك شخصيات متمردة وأن التدخين من ضمن السلوكيات التي ينفر منها المجتمع، خاصة اذا كان المدخن امرأة وبعد أن تتجاوز المرأة مرحلة تناول السيجارة أو الشيشة، تكون قد تجاوزت العادات والتقاليد وتميل للخروج عن المألوف فتصبح متمردة فى طريقة حياتها و مظهرها الاجتماعي .
فيما يؤكد خبير فى مجال الصحة العامة ان شركات التبغ تقوم بخداع المرأة وإيهامها بأن التدخين من مظاهر الجمال والأناقة والجذابية عند النساء وتقوم هذه الشركات بتوصيل هذه الحيل والألاعيب عبر عدة وسائل ومنها توظيف بعض ضعفاء النفوس من الفنانات بأن يدخن أثناء ظهورهم في افلام السينما والدراما التلفزيونية .
ويحذر خبير الصحة العامة من خطورة التدخين عند السيدات خاصة عندما يتعلق الأمر بكون المدخنة أمًّا، فالتدخين لا يضر بصحتها فقط إنما بصحة أبنائها أيضا فهم يستنشقون الدخان الناتج عن سجائر الأم وهو ما يسمى بالتدخين السلبي ويسبب الكثير من الأضرار للأبناء مشيراً الى انه حتى عندما تترك الغرفة فإن أثر الدخان يبقى عالقاُ على الأسطح لفترة من الوقت ويعانى اطفالها من أضرارالتدخين السلبى ويعرضهم لأمراض الجهاز التنفسى مثل الربو والحساسية والتهاب القصبة الهوائية والتهاب الرئتين.
ويشير خبير الصحة الى ان هذه المخاطر قد لا تدركها الام المُدخنة وانها ترتكب ربما عن غير قصد جريمة فى حق ابنائها بحرمانهم في الحصول على هواء نظيف، وتعتقد أن لجوءها للتدخين في شرفة المنزل ربما يحمي باقي أفراد أسرتها من الأضرار الصحية، وهذا غير صحيح. فالمدخن السلبي هو مدخن رغم أنفه.
ويؤكد خبير الصحة العامة ان تدخين الأم يؤثر ايضاُ على الجنين حيث يصل له نحو (٣٠% إلى ٦٠%) من نواتج تدخين الأم لافتاُ الى ان عدة أبحاث أشارت إلى أن نسبة حدوث الإجهاض للأم المدخنة تصل إلى (٢٢.٥%)، بينما تصل لدى الأم غير المدخنة إلى (٧.٥%)، وهي نسبة غير قليلة للأم غير المدخنة.
ويضيف :تدخين الام يؤثر أيضا على نمو الجنين الطبيعي ويسبب أحيانا تشوهات للجنين ويضر برئتي الجنين وهما في مرحلة التكوين ،كما انه يؤثر على الطفل بعد الولادة فيؤدي لزيادة مخاطر إصابته بالأمراض الصدرية كالحساسية الصدرية والربو وأيضا كثرة مخاطر التعرض لالتهابات الأذن وخطر الوفاة المفاجئة للأطفال.
كما ان تدخين الام لا يؤثر على صحة الأطفال الجسدية فقط،إنما أيضا يؤثر على قدرات الأطفال الذهنية حيث وجد باحثون في ولاية أوهايو الأمريكية أن الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر يعانون من انخفاض القدرات الذهنية وقدرات الإدراك لديهم.
وفيما يخص تاثير تدخين المراة سلبا على جمالها وانوثتها اوضح خبير الصحة العامة إنه يؤدّي إلى اصفرار وتسوس الأسنان، وذلك بسبب النيكوتين الموجود في السجائر والذي يصبغ الأسنان بشكل اكبر مما يسببه تناول الشاي والقهوة كما تؤثر على رائحة النفس فتصبح كريهة فالتدخين سبب شائع لرائحة النفس الكريهة ويؤثر سلباً على حاستي الذوق والشم .
ولفت الى ان التدخين يؤثر على صوت المراة الذى هو فى الاساس أحد مفاتيح أنوثتها وجمالها فيجعله خشنا رجولياً،وبشكا عام فإن التبغ بكافة أنواعه ووسائله من أهم العوامل المحرضة للإصابة بسرطان الثدي حيث أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات المدخنات تزيد حوالي 30 بالمائة عن نسبة الإصابة بين السيدات الولاتي لم يدخن مطلقاً .