الحوض المرصود اقدم مستشفى متخصص للأمراض الجلدية فى مصر والشرق الأوسط

كتب هشام الهلوتى
يعتبر الحوض المرصود اقدم مستشفى متخصص لعلاج الامراض الجلديه و التناسلية يعمل منذ ١١٩سنة، وتطور على مر السنين.
نسجت حول هذا الحوض الذي سُميت على اسمه أشهر مستشفيات الجلدية في مصر كثير من الحكايات والأساطير ويقع المستشفى فى شارع قدري على ناصية منطقة بركة الفيل بحى السيدة زينب ويزورها الكثيرون من أنحاء الجمهورية لتخصصها النادر في علاج الأمراض الجلدية.
فقد عثر على لوحة ضمن لوحات المستشرق الإيطالي لويجي ماير، ترصد أسطورة تسمى “الحوض المرصود”، حيث أكدت هذه اللوحة على أن الحوض كان تابوتاً للمياه يشفى من آلام الحب، وأعيد استخدامه بأحد مساجد مدينة القاهرة كحوض أو مسقى للمياه بعد ذلك.

وجاء في كتاب وصف مصر الذي قام بتأليفه مجموعة من علماء الحملة الفرنسية التي جاءت إلى مصر عام 1798 ورحلت عنها عام 1801، أن العثمانيين عثروا على تابوت ضخم في هذه المنطقة القديمة والتي تعرف ببركة الفيل، وهو حوض من الحجر الصوان الأسود بطول 2.7 متر وعرض 1.38 متر وارتفاع 1.92 متر، وعلى جميع أسطحه الداخلية والخارجية كتابات جنائزية باللغة الهيروغليفية،كما ذ كر المؤرخ المملوكي ابن إياس أن الحوض وضعه أحد بكوات المماليك أمام جامع الجاوبلي بحي السيدة زينب بالقاهرة واستخدم كحوض أو مسقى للمياه.

كنوز الحوض المرصود

نسجت الكثير من الحكايات والأساطير حول التابوت منها أنه كان يحوي مومياء لأحد الكهنة، وان تحريكه يكاد يكون مستحيل نظرا لضخامته، ويخبئ تحته كنوز كثيرة، يحرسها الجن، كما شاع بين الناس على مر السنين حكايات تشير الى أن من يرتوي بمياه هذا الحوض يشفى من أمراض العشق والفراق، فقد كان الأهالي يملؤونه بالمياه ليشرب منه المارة، وقد قام الفرنسيون بتجربة مياه الحوض واندهشوا لنتيجته فأطلقوا عليه اسم “ينبوع العشق”، بينما أطلق عليه سكان القاهرة اسم “الحوض المرصود” بمعنى “الحوض المسحور”وهناك اسطورة أخرى أشار إليها المؤرخ المملوكي بن إياس هي أن التابوت كان مستخدما كسفينة يعبرون بيها النيل من ضفة إلى أخرى.
وكان من المقدر للحوض وضعه بمتحف اللوفر بباريس، حيث استولوا الفرنسيون عند رحيلهم عن مصر على العديد من الآثار المصرية مثل: حجر رشيد وتابوت الشفاء من العشق أو “الحوض المرصود”، لكنه انتقل بموجب اتفاقية الإسكندرية عام 1802 مع العديد من الاثار المصرية كحجر رشيد إلى بريطانيا وتم وضعه بالمتحف البريطاني بلندن، وذلك طبقا لما ذكره على باشا مبارك في كتابه “خطط التوفيقية”.

الحوض المرصود يعالج ٦ آلاف مريض يوميا

يقدم الحوض المرصود خدماته التخصصية يوميا فى مجال الجلدية والتناسلية والذكورة،لحوالى ستة آلاف مريض الا ان العدد انخفض الى النصف منذ جائحة كورونا وذلك بسبب الاجراءات الاحترازية والتباعد ليصبح مابين الفين وخمسمائة الى ثلاثة الاف مريض من خلال ٦اقسام و 44 عيادة منها (الجلدية العام، والداخلى، ووحدات الجلدية المتخصصة، للمسنين والأطفال ووحدة أمراض الجلد الصبغية ووحدة أمراض الجلد المعدية ووحدة أورام الجلد ووحدة الحقن الموضعي ووحدة الكى بالكهرباء والتبريد،ووحدة الكى بالليزر،ووحدة تجميل الجلد الى جانب وحدة جراحات الجلد، والعيادات الخارجية، والبحث العلمى، وتشخيص الأمراض الجلدية).

وفى تصريحات خاصة لموقع صحتك ٢٤ قال الدكتور احمد صادق مدير عام المستشفى ان اهم تطوير حدث مؤخرا هو اضافة جهاز التشخيص المبكر لسرطان الجلد ، يتم من خلاله مسح كامل للجسم وتحديد الاصابة والبدء في العلاج وهو ما يسهم في تقليل فرصة انتشاره وفى الحالات الصعبة نقوم بتحويلها الى مستشفيات الاورام
وأشار” صادق” الى انه فى مصر حوالى ١٦ مستشفى متخصصة في الأمراض الجلدية بالمحافظات ولكن الحوض المرصود يعتبر الاقدم والاعرق والاكثر شهرة .
واضاف ” صادق” ان الكشف والعلاج بالمستشفى يتم من خلال 29 وحدة مدعومة بمجموعة من اللجان والإدارة لمكافحة العدوى والتغذية والسلامة المهنية، بالإضافة إلى معامل المستشفى.

واوضح ” صادق” ان المستشفى
يستهدف الحصول على الاعتمادية، وتقديم أعلى جودة من الخدمة الطبية للمرضى من خلال جهود العاملين بالمستشفى، من أطباء وصيادلة وتمريض وإداريين وفنيين وخدمات معاونة.

-وعن عمل المستشفى فى ظل ظروف جائحة كورونا قال ” صادق”:

وضعنا نظاما للعمل يتماشى مع ظروف جائحة كورونا يحقق التباعد الاجتماعى وذلك حرصا على الاطقم الطبية والمرضى، فقمنا بتوزيع العيادات على مسطحات أوسع للتباعد، مع تحديد عدد المرضى داخل المستشفى، إلى جانب الالتزام من الجميع بارتداء الكمامات وقياس درجات الحرارة وتعقيم المستشفى مرتين يوميًا.

– وعن اعداد المرضى الذين يستقبلهم المستشفى سنويًا قال
” صادق”:
– قبل جائحة كورونا، كنا نستقبل نحو 800 ألف مريض سنويا، لكن خلال جائحة كورونا نحاول وضع حد أقصى3000 مريض يوميا بدلا من 6 آلاف فى الأيام العادية.

وعن قيمة تذكرة الدخول للمستشفى للكشف والعلاج اشار مدير عام المستشفى إلى أن
التذكرة الصباحية بـ5 جنيهات وخلال الفترة المسائية بـ 10 جنيهات، وليلا بـ 20 جنيها، وخلال الفترة الصباحية يوقع على المريض الكشف الطبى ويحصل على العلاج من داخل المستشفى، وفى الفترة المسائية يتم توقيع الكشف الطبى والعلاج يكون من الخارج.

وعن اهم الخدمات التي يقدمها المستشفى قال الدكتور احمد صادق اننا نعالج كافة الأمراض الجلدية الى جانب علاج الأمراض التناسلية السيدات والذكورة والشعر والأظافر والصدفية والمناعة والحساسية والأنسجة وسرطانات الجلد ، والأمراض الجلدية المعدية المزمنة.
واضاف اننا نقدم فحصًا دقيقًا مع تقييم الحالات، لأن المرض درجات، وبناء عليه نعد خطة علاجية مع المتابعة أسبوعيا أو خلال أسبوعين او أكثر حسب الحالة.
وبحانب الأمراض الجلدية يقوم قسم أمراض الذكورة بعلاج المشاكل الجنسية والخصوبة لدى الرجال من حيث تشخيص الأمراض؛ منها تأخر البلوغ وضعف الانتصاب والقذف المبكر وغدة البروستاتا، وكلها أمراض يتم تشخيصها داخل الوحدة ونقدم العلاج.

وبالنسبة للسيدات، نقدم نفس الخدمات المقدمة للرجال، إضافة إلى وجود وحدة لتنظيم الأسرة والنساء؛ بها استشاريون يقدمون المتابعة العلاجية، ويتابعون الصحة الإنجابية عبر وحدة منفصلة عن وحدة التناسلية سيدات.