الأخبارمقالات

الدواء خط احمر

بقلم هشام الهلوتى
يوما بعد يوم تزداد الفجوة بين المريض واحتياجاته من الادوية بسبب الارتفاع الشديد فى اسعارها ونقص كثير منها في الصيدليات واختفاء اصناف اخرى تماما فى ظل حالة عامة من الغلاء الفاحش التى يعانى منها المواطن المصري وارتفاع أسعار كثير من السلع بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والمدفوعة بنقص الدولار وارتفاع التضخم،وغياب الرقابة على الأسواق.

فالمريض يتجرع مرارة الألم مرتين مرة بسبب المرض والأخرى بسبب عجزه عن شراء الدواء ويضطر فى اغلب الاحيان الى الاستغناء عن بعض الادوية او العودة للتداوى بالطرق البدائية والاعشاب!

والأسوأ فى ظل هذه الازمة هو انتشار أدوية مغشوشة فى الصيدليات ومنها للأسف مضادات حيوية وقطرات للعين وادوية أخرى خاصة بالأمراض المزمنة.
هذه الأدوية المغشوشة التى تنتجها مصانع بير السلم تباع بنفس الأسعار، يصعب اكتشافها بسبب دقة الجهات المنتجة في تقليد شكل المنتج أو العبوات وتشكل خطراً داهما على صحة المريض.

المفروض ان اسعار الدواء خط احمر ولايجب ان يترك المريض فى مهب الريح يواجه الارتفاعات المتتالية ليصبح فى النهاية عاجزاً عن شراء العلاج.
فمايحدث فى سوق الدواء المصري يحتاج الى تدخل عاجل من الدولة لإنقاذ هذه الصناعة الحيوية والتى تنعكس سلباً على المريض الذى لم يعد يحتمل اى زيادات في الاسعار ولا اختفاء لأنواع حيوية من الأدوية.
ياسادة..صناعة الدواء فى مصر صناعة حيوية ويتجاوز هذا السوق حوالى 300 مليار جنيه.
فمصر لديها 170 مصنعا للدواء تمثل قوة صناعية كبرى، وتتميز بمعدلات نمو مرتفعة وتعتبر صناعة الدواء ضمن 9 قطاعات مستهدفة حددتها الحكومة للوصول بحجم الصادرات إلى 100 مليار دولار بحلول 2030
ولكن التحديات التى يواجهها من نقص الخامات وانتشار ادوية مغشوشة قد تعطل هذا المستهدف ،والمطلوب تدخل عاجل من الحكومة لمساعدة شركات الأدوية فى حل ازمة نقص المواد الخام اللازمة للإنتاج، سواء بالافراج عن المواد الخام المكدسة بالموانئ ، او بتسهيل اجراءات الاستيراد ،وتوفير العملة الصعبة اللازمة للاستيراد فلا يعقل أن تقف شركات الأدوية والمستلزمات الطبية في الطابور انتظاراً لتوفير العملة الصعبة!!
ياسادة..لاتتركوا المريض المصرى فريسة لشركات الدواء
ففى ظل الارتفاع القياسي في أسعار صرف الدولار ليس امام هذه الشركات إلا زيادة أسعار الأدوية على المريض والتى شملت بالفعل اكثر من 2000 صنف خلال السنة الماضية وبنسب تراوحت مابين 15% الى 300 % ،
نرجوكم المريض المصرى لم يعد يحتمل اكثر من ذلك ويكفيه تجرع الآلام المرض،ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق