أمومة وطفولةاهم الأخبار

العربي للطفولة يؤكد أهمية دعم الأطفال نفسيا في ظل كورونا

وجد الأطفال أنفسهم فجأة وبدون مقدمات وسط أزمة صحية وإشكالية عالمية غير مسبوقة عنوانها “كوفيد -19″، أزمة أطاحت بالروتين اليومي والجداول الزمنية المعتادة، ألزمتهم البيوت وحرمتهم من الخروج والذهاب للمدارس وارتياد النوادي وممارسة كل الأنشطة الترفيهية، باستثناء ما يمكن إتاحته وتقديمه لهم داخل المنزل، ووضعت روتينًا وجداول زمنية جديدة للدراسة والتعلم، وممارسة كل أشكال الحياة.

وضع ذلك بعض الأطفال تحت ضغط نفسي، اختلفوا فيه من حيث الاستجابة، فمنهم من أصبح أكثر تعلقًا أو أكثر قلقًا وانطوائية أو أكثر عدوانية وعصبية، وتضاعفت تلك الضغوط مع احتجاز أحد ذويهم في مستشفيات العزل، وخشية من أن تخلف هذه الأزمة العالمية آثارًا سلبية في نفوس الأطفال، ولتعزيز قدرتهم على التحمل وضمان سلامتهم في ظل جائحة كورونا، فقد سارع المجلس العربي للطفولة والتنمية في عقد ندوة رقمية تم تنظيمها بالتعاون مع المنظمة الكشفية العربية؛ لمناقشة موضوع “الدعم النفسي للأطفال في ظل جائحة كورونا”.

شارك في الندوة أكثر من 50 خبيرًا من مسئولي الجمعيات الكشفية العربية ومديري البرامج والشراكات في 13 دولة عربية هي: (الأردن – الإمارات – تونس – الجزائر – السعودية – سلطنة عمان – الكويت – لبنان – ليبيا – مصر – المغرب – موريتانيا – اليمن).

وأكدت المناقشات أهمية العمل نفسيًا وتربويًا في ظل جائحة كورونا وما بعدها، وفق خريطة طريق تضع الجائحة في إطارها التاريخي بما تحمله من إيجابيات وسلبيات لحماية الأطفال صحيًا ونفسيًا، وللحد من تنامي العنف الأسري خلال فترة العزل المنزلي.

وشدد الخبراء على تعزيز توصيل رسائل حول مفاهيم التربية الصحيحة للأطفال، وتوعيتهم تجاه التعامل الآمن مع الإنترنت، مع التوسع في مفهوم التعلم عن بُعد والتوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإجراء مزيد من البحث والدراسة حول عالم ما بعد كورونا وما سيحمله من تداعيات في المستقبل.

قبل جائحة كورونا، تنبأ العلماء باتساع الحياة الرقمية خلال العقدين القادمين، وذلك بحسب ما أكده الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس، مشيرًا إلى أن المجلس كان سباقًا حينما طالب بضرورة تهيئة الأطفال العرب لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة، وبتفشي وباء كورونا، تأكدت أهمية الحياة الرقمية، التي فرضت واقعًا جديدًا من خلال تقديم نمط حياة مختلف بالانتقال من الحياة الاجتماعية إلى عزلة ليست للتباعد إنما للتساند وتغيير العمل وتغيير التوجهات.

وسينتقل العالم بعد انتهاء الجائحة إلى واقع اجتماعي إنساني جديد، يحتاج تكاتف وتعاون المنظمات الإنسانية والتنموية، ومن بينها تلك الشراكة الحاضرة بين المجلس والمنظمة الكشفية العربية، التي تضم أكبر كتلة حرجة من الشباب واليافعين الذين يمكن أن يسهموا في إحداث التغيير والمساندة.

فيما أكد الدكتور عمرو حمدي أمين عام المنظمة الكشفية العربية، أن جائحة كورونا فرضت تغييرات على العالم منذ شهور من بينها فرض العزل المنزلي وتفشي المرض، ما نتج عنه تأثيرات سلبية على الصغار والكبار مثل الخوف والقلق، مشيرًا إلى أنه في إطار مبدأ حماية الجميع من الأذى الذي تعتنقه الحركة الكشفية ضمن مبادئها الأساسية فقد حرصت على التعاون مع المجلس في تنظيم الندوة، خاصة مع توقف أنشطتها في إطار التدابير والإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، وهو ما يعني حرمان أكثر من 5 ملايين شاب ويافع من أنشطة تربوية وترفيهية، ما دفعنا إلى تبني مجموعة من المبادرات والأنشطة الرقمية التي ترتكز على 3 محاور رئيسية هي الإعلام، والتدريب، والتثقيف إلى جانب تنمية وتوسيع الحركة الكشفية.

كيفية تقديم الدعم النفسي للأطفال في ظل جائحة كورونا وما بعدها، قدمته خلال الندوة الدكتورة عفاف عويس أستاذ علم النفس بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة القاهرة من خلال مجموعة من المقترحات التي يمكن أن يقوم بها أفراد الأسرة بما يحقق التقارب والمشاركة والمعايشة، واكتساب وتعلم مهارات جديدة. في حين تناول الدكتور نبيل صموئيل خبير التنمية الاجتماعية وعضو مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية دور المجتمع المدني في ظل جائحة كورونا، مؤكدًا أنها تستطيع أن تبدع وتبتكر وتستحدث تدخلات مؤثرة في وقت الأزمات والمحن، بحيث تكون تلك التدخلات مستدامة ومن شأنها حماية الفئات الأكثر تعرضًا للخطر، وتعاونهم على الحياة الكريمة.

ويتماشى مضمون الندوة مع ما دعا إليه علماء الطب النفسي وخبراء الصحة النفسية العالميين من نصائح يستلزم اتباعها لعبور الأطفال بسلام زمن كورونا، وفي مقدمتها ضرورة التفاعل مع ردود أفعال الطفل، وتقديم الدعم له، والاستماع إلى مخاوفه، وإحاطته بمزيد من الحب والاهتمام الذي يحتاجه الطفل من البالغين في الأوقات العصيبة، والإنصات إليه والتحدث معه بلطف.

كما نصح الخبراء الوالدين بشرح حقيقة ما يجري وما يحدث الآن للطفل، مقدمين معلومات واضحة عن كيفية الحد من خطر العدوى بعبارات يسهل عليه فهمها وتتناسب مع أعماره، ويشمل ذلك تقديم معلومات بطريقة مطمئنة عما يحتمل حدوثه، وإذا تم عزل أي من ذويهم في المستشفى فيجب الحرص على استمرار التواصل بينه وبين الطفل عبر الهاتف.

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق