بقلم- الدكتور أشرف رضوان:
يقول المثل الشعبي باب النجار مخلع وهو ماينطبق تماماً على أطباء مصر الذين اطلق عليهم الجيش الأبيض منذ جائحة كورونا اعترافا بدورهم البطولى في مواجهة الجائحة .
هذا الجيش الأبيض الذى نجده حاضرا فى كل المعارك الوبائية للدفاع عن المواطنين ضد الأمراض المعدية وغير المعدية التى قد تصيبهم بلا مستشفى خاصة بهم حتى الان وقد استشهد منهم كثيرين أثناء جائحة كورونا وبعدها .
هذا الأمر استوقفنا كثيرا وجعلنا نتساءل لماذا لا يوجد حتى الآن مستشفى خاص بالجيش الابيض لعلاجهم .
لماذا يضطر الطبيب الى اللجوء للتأمين الصحى ذو الامكانات المحدودة والمزدحم أصلا بالمرضى .
ولايجد أمامه سوى مشروع العلاج الذى يشترك فيه الآلاف من أعضاء المهن الطبية وفى أغلب الأحيان لا يوفى بالغرض وخاصة اذا كان الأمر يتطلب رعاية مركزة والتى قد يطول المكوث بها إلى أن يستنفذ الحد الأقصى المسموح لدعم المريض فيضطر إلى دفع المستحقات المالية كاملة دون تدخل من اى جهة لرفع المعاناة عنه ، الأمر الذى قد يدفعه إلى الخروج من المستشفى فى حالة حرجة والبحث عن عناية حكومية وهو أمر يحتاج الى معجزة ! . الحل اذن هو إنشاء مستشفى خاص بالعاملين فى الحقل الطبى وهو اقل تكريم يمكن أن يقدم لهؤلاء الذين يحملون على اعناقهم أرواحهم فى سبيل علاج المواطنين .
هذه الفكرة ليست جظيدة وسبقتنا اليها فئات وجهات عديدة منها المقاولون العرب والزراعيين والتطبيقيين،والسكة الحديد و الكهرباء والزراعة.. وكلها فى خدمة العاملين فى هذه المجالات.
زملاء كثيرين اكدوا ان الأرض التى اقيم عليها نادي أعضاء اتحاد المهن الطبية فى مدينة نصر كانت مخصصة فى الأصل لبناء مستشفى لهم إلا أن ظروفا لم يعلن عنها حولت هذا الحلم إلى نادى لا يتردد عليه سوى فئة قليلة من الأعضاء. وكان من الأولى تحقيق هذا الحلم لاعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية او الجيش الابيض . ولكن للاسف يأتى مجلس إدارة تلو الآخر ولا يفكر احد من الاقتراب من هذا الملف ولا ندري ما هى الأسباب. فإذا كان المانع ماديا فهناك الكثير من المقترحات لتوفير الدعم لبناء المستشفى ومنها على سبيل المثال المشاركة المجتمعية من البنوك وتخصيص نسبة من حصيلة رسوم الطرق ونسبة من اسعار السجاير بالإضافة إلى طلب تخصيص مبالغ مالية بمعرفة وزارة الصحة لهذا الغرض .. الخ . أما عن تغطية المصاريف فيما بعد فمن الممكن أن يتم العلاج لغير أعضاء المهن الطبية فى هذا المستشفى بأسعار معقولة كاى مستشفى نقابى يفتح بابه لغير الأعضاء مثل مستشفى الدعاه والزراعيين وغيرهم وذلك لتغطية نفقات المستشفى التى سوف تعالج أعضاء المهن الطبية باجور رمزية فيصل لهم الشعور بالأمان.
أما عن تسديد اشتراكات المشروع العلاجى فيمكن أن يتحول هذا الاشتراك بالكامل إلى المستشفى بدلا من المشروع العلاجى ولكن مع الفارق أن تكاليف العلاج سوف يتحمله المستشفى بالكامل . كنا نتمنى أن يتخذ مجلس إدارة اتحاد نقابات المهن الطبية قرارا بتنفيذ هذا المشروع والذى يمس شريحة كبيرة من الأعضاء الا انه لم يقدم أحدا على هذه الخطوة الهامة حتى الآن واكتفى المجلس بالمشروع العلاجى . لذلك نناشد أعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية الحالى او القادم بالمضى قدما لتحقيق هذا الهدف فلا يصح أن يعالج فريق الجيش الابيض وسط زحام التأمين الصحى .!!
