بقلم الدكتور -طارق الخولى:
يشكل الضغط النفسي والعصبي على الانسان توتراً دائماً وخوفاً من المستقبل ،و كثيراً ما نسمع عن انسان تمنى الموت والخلاص حتى يرى نهاية لما يعيش فيه .
فهناك أنواع من الضغط يتعرض لها الأنسان قد تعصف بحياته وتكون سبباً للقضاء عليه دون داع ولا يوجد لها علاج حتى الآن سوى بعلاج السبب والمسبب.
من أمثلة الضغط على الناس عدم الشفافية فيما ترى وفيما تسمع حتى ان الانسان ليُصدم فيما كان يستشف فيهم المصداقية ولو كانوا من الأقربين وعند أول عقبة تجد لهم وجهاً آخر ومن أمثلة ذلك الكذب أن يصبح غاية بعد أن كان وسيلة وقديماً كان الناس يكذبون في السر خوفاً من الفضيحة أما اليوم فلا حياء ولا رادع ومن أمثلة ذلك أيضاً شهادة الزور التى قد تهدم بيتاً أو بيوت ويستهين الناس بها.
ومن الأمثلة أيضاً اذلال الناس في أبسط حقوقهم العلمية والعملية وفي الترقيات في العمل ثم تخويفهم واظهار التقارير المزورة والمضروبة استغلالاً أن الطالب لن يستطيع أن يثبت حقه في ظل التعقيدات التي تصادف المواطن اذا أراد أن يثبت حقه بالقانون وتسليط صغار الناس وضعاف النفوس عليه لكي ينتقموا منه “وبالقانون”.
ومن أمثلة ذلك التمسح بالدين والكلام المخلوط بالفجر المغلف برقائق من أحاديث مغلوطة بوجوه ظاهرها طيب وباطنها قعر جهنم ليل نهار متكررة في كافة المجالات فترى الانسان يتلقى الصدمة تلو الأخرى فلا يهدأ حتى يذهب عقله أو يفقد رشده.
من أمثلة ذلك الصراعات المتكررة على مناصب والأستحواذ على أكبر قدر من المناصب التي يئنّ منها الانسانُ والتزلف دائماً الى من هم أعلى منك منصباً لكي تأخذ أكثر وأكثر من لا شئ وفيما هو لا شي وفقط تؤذي الناس دون هدف.
ومن أمثلة ذلك أن يكون الرجل الواحد في المكان الواحد بأكثر من وجه وقد يكون ذلك معلومٌ للأسف فينا قبل ذلك ولكنك ترى اليوم الناس تتلوى في المجلس الواحد بأكثر من وجه وأمام نفس الأشخاص.
كل ذلك يضغط على الانسان بشكل مستمر دون أن يدري فتنشأ معه الأمراض العضوية وغير العضوية ويؤدي الى أمراض مستحدثة لم نكن نعرفها من قبل في الطب أو في الحياة ثم الى الانهيار الكامل سواءاً للأشخاص أو المجتمع وتداول شكاوى غريبة من أرق وتوتر في الناس دون أسباب معلومة.
كل ذلك بجانب التوتر الدائم من الغلاء وارتفاع الأسعار دون مبرر وانهيار قيمة الجنيه الذي يُراد له الانهيار هكذا وانفراد النموذج الغربي والدولي بالتقدم والتنمية دون غيرهم من البلدان وبعد أن كان الطالب يأمل بعد كد وتعب أن ينال حظاً من التقدير بوظيفة مناسبة الا ويصطدم بطلب معادلة شهاداته الى مثيلها في الغرب والشرق!!!!!!! اذاً فلماذا الكد والتعب من الأول ثم بعد ذلك معادلة كل الشهادات فهل علم الذي ضيعوا الشهادات الجامعية المصرية مصيرهم عند الله يوم الحساب يُسألون عما ضيعوا من الشباب والرجال!!!!!
ويقول العارفون بالتوتر “الحياة بشكلٍ عام لا تستقيم مع الخوف أوالتوتر ولذلك جاء الدين وجاءت العبادات لكي تحمي الانسان من شر الانسان وتُذهب التوتر الذي قد ينشأ في يوم وليلة”.
ومشكلة التوتر والخوف من المستقبل قد يكون حلها عند الدول وليس الأفراد أن تحمي الحكومات أبنائها وتبحث عن نجاحهم “ولابد للدولة أن تقوم بذلك وهي منوطة بحماية أبنائها” ومن حولنا دول تشتكي من قلة الأيدي العاملة والمدربة والتي نشكو نحن منها ومن كثرة الأيدي العاملة والبطالة فماذا لو تعاقدت لهم الحكومة وجلبت لهم عقود عمل مغرية برعاية الحكومة ويسرت لهم السفر وحفظت لهم حقوقهم الأدبية والمالية في بلاد الغربة وقد يكون حلاً للتوتر والضغط.
ويقول العارفون بالله عن التوتر والضغط “أبعد عنه قدر المستطاع وأرح عقلك وقلبك فلن تجني شيئاً ولن يأتيك الا ما قدر الله لك.
د.طارق الخولي
استشاري القلب – معهد القلب