قرار إقالة وزيرة الصحة ليس سهلاً
بقلم-د.أشرف رضوان:
هل يتخيل من يطالب بإقالة وزيرة الصحة ان تلبية طلبه معناه اعتراف صريح من المسؤولين بفشلها ؟ وبالتالى من المحتمل تقديم طلب احاطة واستجواب فى مجلس النواب لرئيس مجلس الوزراء ومواجهته بتحمله المسؤولية مع وزيرة الصحة عما وصل اليه الحال بصحة المواطنين .. وبالتالى لن يكون اتخاذ قرار اقالة وزيرة الصحة سهلا .. ربما تعتقد الحكومة بأنها أقنعت المواطنين بتحسين الخدمة الطبية من خلال مبادرات رئيس الجمهورية التى بدأت بحملة 100 مليون صحة بالكشف عن فيروس c والضغط والسكر والكتلة والطول والوزن وحتى انتهت بحملة صحة المرأة للكشف عن السرطان المبكر للثدى .. ولكن تجاهلت الحكومة ان الشعب لديه من الوعى ما يجعله يفرق ببن مبادرات رئيس الجمهورية التى يوفرها من اجل صحة المواطن وبين تردى الخدمة والمتابعة فى خطط عمل وزارة الصحة بصفة عامة .. فحال المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة لا يحتاج الى برهان لوصف التردى فى الخدمة.. كيف تقبل الوزيرة ان تختبىء وراء مبادرات رئيس الجمهورية المتميزة دون ان تقدم لصحة المواطن خدمة طبية آدمية بعيدا عن هذه المبادرات لان هذه الخدمة هى ما يجب ان يكون عليه برنامج عمل الوزارة بصفة دائمة .. فكل ما يعمله المسؤولين فى الوزارة هو تكرارا مملا لتسديد الاوراق وعلى سبيل المثال نجد فى هذا التوقيت من كل عام مطالبة مديريات الصحة للمناطق الطبية بضرورة ارسال متطلبات جميع المراكز والمستشفيات من اجهزة ومعدات طبية وغير طبية للمديرية من اجل توفيرها وننتظر توفيرها دون جدوى عاما بعد عام .. ربما يتم توفيرها فى بعض المستشفيات ولكن المراكز الطبية لم يكن لها نصيب كالمعتاد وكأن المواطن الذى يتم علاجه فى هذه المراكز يختلف عن المتردد على المستشفيات وعلى كل مركز ان يتعامل مع المريض ولكن كيف يتعامل معه دون توفير المستلزمات اللازمة للعلاج ؟ فى كل مناسبة يتوجه فيها مقدم الخدمة بسؤال للمسؤولين فى وزارة الصحة يكون الرد هو نقص الامكانات المتاحة نظرا لقلة موارد الوزارة ومحدودية ميزانيتها التى يقرها مجلس النواب .. وعلى المراكز الطبية ان تستعين بصندوق تحسين الخدمة الذى يعتمد على تذكرة الكشف التى تبلغ قيمتها حتى الان جنيه واحد وعندما نطالب برفع هذه القيمة من اجل زيادة حصيلة صندوق الخدمة لتوفير الخدمة الطبية للمريض يلاحقنا البعض من هنا وهناك بالهجوم ولم يجد الطبيب المعالج مفرا من مواجهة المريض بالحقيقة المؤلمة وهى عدم توافر المستلزمات ومن هنا يبدأ مسلسل الاعتداء على الطاقم الطبى . هذه المشكلة أزلية وتحدث تحت أعين الجميع وحتى الان لم نشاهد أحدا من المسؤولين فى مجلس النواب بتبنى فكرة زيادة موازنة الصحة لسد هذا العجز او على الاقل زيادة قيمة تذكرة الكشف والخدمات المقدمة حتى يتم توفير الخدمة الطبية بالشكل اللائق. وهنا كان من المفترض ان يكون دور السيدة وزيرة الصحة وتكريس كل جهودها من اجل توفير الخدمة الطبية السليمة ولكن على ما يبدو ان السيدة الوزيرة اكتفت بمتابعة حملات وزارة للصحة .. واخيرا ما شاهدناه من احداث مؤسفة عن مصرع طبيبات التكليف اللاتى صدر لهن الامر بالسفر من المنيا الى القاهرة لأخذ دورة تدريبية للتدريب على الكشف المبكر لسرطان الثدى .. وقد طالبت النقابة العامة للاطباء فى بيان رسمى ان تعتبرهن الدولة شهيدات الواجب ويعامل ذويهن من هذا المنطلق وهذا اقل تقدير . . اما عن المطالبة بتنحى وزيرة الصحة او اقالتها فهذا سوف يضعف من موقف من أتى بها الى الوزارة وهو ما لا يتمناه المسؤول عن هذا القرار !!.