استشارات طبيةاهم الأخبار

لماذا يمثل غياب أجهزة التنفس الصناعي خطورة على مرضى كورونا ؟

قال الدكتور محمد نصر، أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومى ونقيب أطباء الجيزة السابق، إن فيروس كورونا له محوران فى عمله.
وأضاف أن المحور الأول هو أنه يهاجم الهيموجلوبين بالدم وهو الذى يساعد على حمل الأكسجين ونقله لجميع أنسجة الجسم، والهيموجلوبين مكون من هيم وجلوبين، والهيم مكون من جزيئات اسمها بورفيرين ووسطها حديد، فالفيروس يسحب الحديد من وسط البورفيرين وبالتالى يصبح الهيموجلوبين غير قادر على نقل الأكسجين فيختنق المريض.
وتابع: “المحور الثانى هو أنه عندما يغزو الفيروس الجسم تتكون أجسام مضادة، من خلال إحساس الخلايا الليمفاوية بالدم به، الغريب أنها على عكس ما يحدث لها من زيادة فى المهاجمات الفيروسية فإنها تقل فى حالة الكورونا مما يسبب ضعف المناعة، ولذلك يفرز الجسم مواد تسمى السيتوكين ويطلق عليها مسببة الالتهاب الذى يحمى الجسم تماما، مثلما يحدث خراج يكون صديدا وتورما وهذا شيء عادى، فى حدود ٢% من الحالات تحدث عاصفة من هذه الالتهابات وتملأ الحويصلات الهوائية بالرئة بسوائل وتنكمش الرئة ولا تسمح بتبادل الغازات فيختنق المريض”.
وأكد أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومى، أن 96% ممن يصابون بفيروس كورونا المستجد، يشفون وحدهم ويمر وكأنه دور برد وحرارة مع كحة جافة وصداع وتكسير عظام، ولكن إذا ما ترك الفيروس الحلق والممرات الهوائية العليا ودخل للرئة يحدث ضيقا فى التنفس، 4% يحتاجون إلى دخول المستشفى و2% فقط يحتاجون إلى عناية مركزة، و1% يحتاجون إلى جهاز تنفس صناعي.
وأشار إلى أن العلاج  يتكون من محورين: الكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين الذى يمنع خروج الحديد من البورفيرين ويحافظ على تركيب هيموجلوبين الدم، ولكن خطورته فى أنه فى وجود بعض الأدوية الأخرى يسبب اضطرابا فى ضربات القلب وتوقفه، ولذلك لا يوصف إلا بواسطة طبيب متدرب له خبرة فى استعماله والأبحاث ما زالت قائمة للوصول إلى درجة أولى برهان من براهين الطب.
وأشار إلى أن المحور الثانى هو أن هناك مواد تقلل عاصفة السيتوكين وتسمى الإنترلوكين، والجسم يفرزها وبعضها يصنع ويمكن حقنه للتقليل من عاصفة الالتهاب المسبب بالسيتوكين، وهنا يوضع المريض على جهاز التنفس الخاص بالرعاية وليس العمليات، حيث يحتاج جهاز تنفس العمليات إلى أدوية تشل عضلات المريض ويتم تخدير المريض كليا، وقد أثبتت تلك الطريقة خطورتها فى حالات كورونا، أما أجهزة تنفس الرعاية فيمكن إيقاظ المريض وهو عليها وندفعه كى يأخذ نفسه بنفسه لإمكانية فصله تدريجيا عن جهاز التنفس الصناعي.
وقال: “فى البداية نجعل الجهاز يزيد من ضغط النفس فى نهاية الزفير ليساعد على شفط السوائل المتجمعة بالحويصلات الهوائية وتمنع تبادل الغازات، كما يتم زيادة ضغط وتدفق الأكسجين بالجهاز التنفسى، كما يساعد المريض عن طريق إعطائه دم به نسبة هيموجلوبين عالية لتعويض أثر الفيروس”.
وأوضح أن مصر يوجد بها حوالي من 5 إلى 6 آلاف جهاز تنفس صناعي بالمنشآت الصحية الحكومة والخاصة، مضيفا أنه لا يوجد نقص بأجهزة التنفس الصناعي، حتى الآن لقلة أعداد المصابين.
الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق