ملاحظات حول تعامل دول العالم في مواجهه الكورونا
بقلم- د هشام شيحة:
لا يوجد أدني شك أن مواجهه كارثه مثل وباء فيروس كورونا أمر بالغ الصعوبة وربما تعجز معظم الدول في مواجهتها وقد تنهار بعض الأنظمة الطبيه في السيطره عليها ولكن بنظره هادئه متأنيه نستطيع رصد ما قامت به الدول حول العالم علنا نستفيد من تجارب الدول الناجحة وتجنب السقوط في أخطاء البعض الآخر
نبدأ بالقاره العجوز أوروبا التي تجاوزت الوفيات بها ٣٨ ألف أكثر من الثلثين في إيطاليا وإسبانيا وتتباين نسب الوفيات في أوروبا بين الدول حيث تقترب في إيطاليا من ١٢ ٪ في حين لم تتجاوز في ألمانيا ١٪ وهو دليل علي كفاءه في إداره الأزمه وجوده النظام الطبي بها وتعاني بشده معظم الأنظمة الطبيه المتقدمة في القاره
إذا إتجهنا غربًا إلي القاره الأمريكيه نجد الولايات المتحدةالدوله الأقرب إقتصاديا وعسكريا تقترب عدد الإصابات بها من مائتي ألف وتتجاوز أعداد الوفيات أربعه آلاف ورئيسها يبشر شعبه بمزيد من الإصابات والضحايا ويتلقي المعونات الطبيه من روسيا والصين
أما في قاره آسيا فقد إستقرت الأمور في الصين البلد الذي بدأ منه إنتشار الوباء حسب بياناتهم الرسمية حيث تعافي أكثر من ٩٠ ٪ من المرضي ولم تزد نسبه الوفيات عن ٤٪ بينما الأمور مازالت تحت السيطره حتي الآن في بعض الدول الأخري مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة
بالنسبة للدول العربيه ودول الشرق الأوسط فالأمور تحت السيطره طبقًا لبيانات هذه الدول بإستثناء إيران وتركيا وهما يشهدان تسارعا في أعداد الإصابات حيث تقرب أعداد الإصابات في الدولتين من مائه ألف بينما تبلغ أرقام الوفيات حوالي ٥ آلاف
تتباين نسب الوفيات بين الدول العربيه بشكل كبير حيث ترتفع في مصر والعراق إلي أكثر من ٦٪ بينما لم تتجاوز ١٪ في السعوديه أما الدول العربيه التي تعاني من الحروب أو الإحتلال مثل ليبيا وسوريا واليمن وفلسطين فهي لا تملك أصلا نظام صحي أو تسجيل طبي يمكن التعويل علي دقته وكفاءته
الروشتة البسيطه التي نقدمها لأي نظام طبي للعبور من هذه الأزمه بأقل الخسائر هو وجود نظام ترصد قوي كفء وتوسيع دائره الإشتباه بعمل أكبر قدر ممكن للحالات المشتبه بها والمخالطين وكذلك فحص جميع القادمين من الخارج لضمان الكشف المبكر عن المرضي وعلاجهم قبل أن تسوء حاله المريض لتتحول إلي وضع حرج يصعب السيطره عليه
تجهيز مستشفيات معينه موزعه بشكل جغرافي جيد وبصفه خاصه أقسام الطوارئ والعناية المركزه وتوعيه المواطنين لسرعه التبليغ عن الحالات بدلًا من إلقاء اللوم عليهم بتصريحات مستفزه من نوعيه أن بعض الحالات لا يتم تشخيصها إلا بعد وفاتها لرحمه الله
التوعية الطبيه عن طريق وسائل الإعلام تحتاج إلي متخصصين من الخبراء من الأطباء والعلماء بدلًا من تصدر المشهد فنانين يقدمون رسائل مستفزه خاليه من المضمون والمحتويات وربما جاءت بنتيجه عكسيه أما رجال المال والأعمال فلا أمل فيهم
حفظ الله الوطن وأهله الطيبين وربنا يوفق المسئولين في الإنصات لكل آراء الخبراء والمتخصصين وأن يستفيدوا في هذه المرحلة المهمه من أهل الخبره في كل المجالات وأن تمنح أهل الثقه أجازه مؤقته بمرتب كامل وألا نكون في كل ما نطرحه وكل الزملاء نؤذن في مالطا وربنا يهدي !!!!