بقلم الدكتور- طارق الخولى
يظن كثير من الناس أن مفصل الحوض هو أكبر مفصل في الجسد وفي الحقيقة فإن أكبر مفصل في الجسد هو مفصل الركبة فهو ليس مفصلاً عادياً ، من حيث الأربطة القوية التي تحيط به ولا الأربطة الداخلية ولا الغضاريف، بل إن ثقل الجسد كله يتوزع في النهاية على الركبتين ثم مفاصل القدمين التي ترتكز على الأرض.
وكل الذين يمارسون رياضة كرة القدم يخافون على الركبتين ويعلمون أنها قد تكون السبب في انهاء مسيرتهم الكروية خاصة لأن مهارة التمرير والمحاورات تنشأ من الركبة فان أصابها شيء فاللاعب يفقد تلقائياً كل هذه المهارات وأيضاً لاعبو الرياضة المحترفون يعرفون معنى إصابة الركبة التي قد تنهي مسيرتهم الرياضية أيضاً ولا نعرف رياضيّاً شاباً أو طفلاً أو رجلاً وامرأة الا وصادف آلام الركبتين يوما ما.
نعمة الله في الركبة:
التركيبة الرئيسية في الركبة تؤهلها الى السبق بامتياز فتتحكم بها أربطة داخلية وخارجية وغضاريف وسوائل ومصدات (عظمة ال Patella ) وبعيداً عن الكلام عن الأربطة والغضاريف وغيرها والتي قد تُذكر في أي من محركات البحث فانّ المعلومات العامة تشير الى أن الركبة بتكوينها القوي جداً والأربطة التي تكاد أن تكون أعمدة شديدة المرونة ما خلقت هكذا ولكن لأداء فريضة السعي والتعب مهما كان.
الغضاريف داخل الركبة:
الغضاريف تحمي نهايات العظام من الاحتكاك وتساعد في الحركة ولا تكل ولا تمل والغضروف هو جسم شديد المرونة وشديد القوة في نفس الوقت ويوجد في أماكن كثيرة في الجسم وبأنواع متعددة وأقواها في المفاصل لكي يمنع الاحتكاك بين العظام.
أربطة الركبة:
وهي داخلية وخارجية ويسمى الداخلي “الرباط الصليبي” من شكله وهو عبارة عن ألياف قوية وتمزق الرباط الصليبي شائع عند الرياضيين ولكن ليس نهاية الكون.
السوائل داخل الركبة:
السوائل داخل الركبة غير عادية وهي تُفرز حسب الحاجة لكي تتمكن الركبة من الحركة وأصعب شيء عندما تتجمع المياه في الركبة عند اصطدام أو اصابة فتسبب ألماً شديداً أو تورم الركبة أو عدم القدرة على الحركة وتأخذ وقتاً حتى تزول أو تبرأ ولابد من الراحة وقد تكون السوائل نزيفاً وأصعب من ذلك عندما تكون سيولة الدم عالية.
الحمى الروماتيزمية والآم الركبتين في الأطفال:
هي واحدة من المفاصل التي تتأذى من الحمى الروماتيزمية وقد تشمل كل مفاصل الجسد والسبب غير مباشر من التهاب الحلق وقد يكون من سبب آخر وتكون أكثر في الأطفال وقليلاً في الشباب.
الآم الركبتين في الكبار:
قد تكون من الممارسة الخاطئة للرياضة ودائماً ما نرى ذلك عندما يريد انسان أن يدخل في الرياضة مرة واحدة أو امرأة تريد أن “تخسس” نفسها مرة واحدة والأصل في الأشياء الاباحة ولكن الرياضة لابد أن تكون بحساب حتى لا نؤذي الركبة.
زيادة الوزن والآم الركبتين:
تُشكل زيادة الوزن عامل ضغط شديد على الركبتين وذلك عندما تجتمع مع زيادة الحركة.
الطب وعلاج الركبة في العصر الحديث:
قديماً كانت الركبة غير قابلة للعلاج غير المسكنات والعلاج الطبيعي أما اليوم فُيوجد أنواعٌ كثيرة من العلاج اليوم ولكن الجديد في علاج الركب الآن هو عمليات الركبة (نقلاً عن Wikipedia) وهي عمليات كبيرة وصعبة حتى تأخذ الركبة وضعها مرة ثانية وتشمل تنظيف السائل الزلالي داخل الركبة وإزالة العظام والغضاريف والأنسجة التالفة وإعادة تكوينها مرة أخرى فضلاً عن جراحة الاستبدال الكامل لمفصل الركبة وخلال السنوات القليلة السابقة حدثت تطورات كبيرة في مجال مناظير الركبة من حيث امكانية استخدام الليزر الجراحي واستخدام نقل وزراعة الخلايا الغضروفية لمعالجة بعض الحالات وخاصة في المرضى الذين هم في فئة الشباب اما في كبار السن والمصابين بمرض خشونة الركبة فإن المنظار الجراحي للركبة قد يساعد على تنظيف المفصل من الشوائب وعلى اجراء عملية تنعيم ومساواة للغضروف المتآكل والخشن مما قد يساعد على تخفيف حدة الآلام وتسهيل حركة المفصل لفترة من الزمن.
جراحة استبدال الركبة:
هو إجراء جراحي لاستبدال الأجزاء التالفة أو البالية من مفصل الركبة بأجزاء اصطناعية وهو إجراء شائع لعلاج الحالات الشديدة التهاب المفاصل أو غيرها من الحالات المتعلقة بالركبة وفي هذا الإجراء يتم إزالة الغضاريف والعظام التالفة من المفصل واستبدالها بمفصل اصطناعي مصنوع بشكل عام من مكونات معدنية وبلاستيكية.
ويقول العارفون بالركب أنها صمام الأمام إذا أردت القيام ولو كان الناس نيام فتمضى الى الأمام فلست ملام إذا حافظت على الالتزام بأصول الكلام الطبي في العظام.
د. طارق الخولي
استشاري القلب – معهد القلب
[email protected]