الأخبارمقالات

تعيشى يابلدى

سماسرة العناية المركزة

بقلم -هشام الهلوتى:

الحصول على سرير فى غرفة العناية المركزة تحول إلى رحلة عذاب للمريض واسرته بسبب النقص الشديد لهذه الخدمة فى أغلب المستشفيات نتيجة زيادة أعداد المرضى ونقص الإمكانيات المتوافرة بالمستشفيات، الأمر الذى دفع أشخاص معدومى الضمير إلى استغلال الظروف الطارئة و التربح من أوجاع وآلام المرضى، و تحولوا إلى سماسرة داخل المستشفيات الحكومية، يعملون على توجيه المرضى إلى مستشفيات ومراكز خاصة بأرقام فلكية مقابل الحصول على عمولة من هذه المستشفيات والمراكز.

أزمة العناية المركزة ليست جديدة ولكنها تتفاقم بمرور الوقت نتيجة تزايد أعداد المرضى وعدم الإعتراف من المسؤولين بوجود أزمة وكان اخرها تصريحات وزير الصحة
الدكتور خالد عبد الغفار
أمام الجلسة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي
فى أكتوبر الماضي للرد على طلبات إحاطة عن تدني الخدمة الطبية بالمستشفيات والوحدات الصحية، ونقص بعض الأجهزة والمستلزمات الطبية وأسرة العناية المركزة.
وزير الصحة أكد خلال تلك الجلسة عدم وجود أي عجز في أسرة العناية المركزة.
مشيرا إلى أنه وفقا للمعدلات العالمية لا يوجد نقص في أسرة العناية المركزة، إلا أن المشكلة في عدالة التوزيع.
وأعترف الوزير فقط بأن هناك إشكالية في نقص الكوادر العاملة في العنايات المركزة على مستوى الجمهورية، وان إشكالية وجود سرير عناية مركزة سببه عدم وجود توزيع جيد لها.

مع احترامنا الكامل لتصريحات وزير الصحة الا ان الواقع يؤكد أن مئات المرضى فى أنحاء المعمورة يحتاجون يوميا إلى أسرة عناية مركزة لإنقاذ حياتهم ويظل أهالى المرضى ساعات طويلة وربما ايام فى حالة بحث عن سرير عناية و لا يجدونه بسبب النقص الحاد فى هذه الخدمة وفى النهاية اما ان يقعوا فريسة للمستشفيات والمراكز الخاصة او يكون المريض قد توفاه الله وارتاح من عذاب المرض وعذاب البحث عن السرير .
و بحسب اقرب الإحصائيات فإن عدد أسرة العناية المركزة لا يزيد
فى مصر كلها عن 7 آلاف سرير فقط ، وان هذا العدد لايكفى لاستيعاب الحالات المرضية الحرجة ،وبالطبع لانحمل وزير الصحة الحالى هذه الازمة لانها متوارثة منذ سنوات ولكننا نطالبه باتخاذ إجراءات على أرض الواقع لحلها ونشير الى انه كانت هناك مطالب برلمانية منذ عامين وتحديداً في يناير ٢٠٢٠ بحل أزمة نقص أسرة العناية المركزة وان اكثر من مسئول بالوزارة اعترفوا بوجود عجز ومنهم الدكتور أحمد محى القاصد مساعد وزير الصحة الاسبق والدكتور شريف وديع مساعد وزير الصحة للطوارئ والرعاية والذى اشار الى ان سد العجز يحتاج الى 6مليار جنيه لكى يتم تجهيز الاسرة كاملة والى ان يتم اتخاذ خطوات إيجابية لسد هذا العجز.
نجدد اقتراح النائبة إلهام المنشاوى فى يناير ٢٠٢٠ للخروج من هذه الازمة وقطع الطريق على سماسرة العناية المركزة بأن يتم التعاقد مع المستشفيات الخاصة لإدخال الحالات المرضية الحرجة للعلاج على نفقة الدولة لتخفيف المعاناة واعتبارها ضمن مبادرة الرئيس السيسى للقضاء على قوائم الانتظار .

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق