الأخباراهم الأخبارمقالات

صحتك في أمان

الذكاء الاصطناعي في الطب

بقلم الدكتور -طارق الخولي:

لابد يوماً ما سيصبح الحديث عن الذكاء الاصطناعي هو السائد ليل نهار وسيستفيد منه الناس فى شتى المجالات.
ولكن هل هذا الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الحديثة التي ضرت وأضرت أم شيئاً آخر عكس ذلك.

وقد يكون هذا الذكاء الاصطناعي ضرباً من الخيال ولكنه موجود وأصبح واقعاً وان كان غير ملموس ولكن كثرة الكلام عنه يوحي بأنه سيحضر وقتاً ما وان كنا لا نعرف حتى الآن كيف “سنَصرِفه”؟.

وقد يكون أيضاً الحديث عن الذكاء الاصطناعي موّتور “أي ليس بمتصل” لأنّ المعلومات فيه أما هي قليلة أو يُراد لها ذلك حتى الآن لأهداف غير معلومة ولو دخلت على المواقع الطبية لوجدت أنك حائرٌ فيما تقرأ فهل الذكاء الاصطناعي يعالج أو هو يشخصّ فقط بدقة أم هل هو يجمع كل المعلومات “الصحيحة” ثم يربطها ببعض ؟؟؟  لا أعرف.

ثم هل العمليات التي تُقام عبر الروبوت هل هي من الذكاء الاصطناعي أم لا؟ وهل نرى اليوم الذي يجلس فيه المريض الى آلة في العيادة الخارجية أو العيادة الخاصة فيقول شكواه ثم تقوم الآلة ببرمجة ما يقول فامّا تقول له “التشخيص النهائي” أو تصف له الذهاب الى عيادة طبيب بعينه؟؟؟؟ ويومٌ من الايام سيأتي هذا الذكاء الاصطناعي ليغير كل شئ في الطب بمفهوم آخر ليس لأننا كنا على خطأ ولكن لأن هناك من المستجدات العلمية كل يوم ما سيجعلنا باذن الله في صورة طبية أفضل لو استخدمناه.

فما هو الذكاء الاصطناعي؟

حسب ما فهمت أن فكرة الذكاء الاصطناعي بُنيت على قاعدة أن “الصورة” وحدها لا تكفي وكلمة “الصورة” في غاية الأهمية عندنا في الطب فكل ما يحدث للمريض يُعرض على الطبيب في شكل “صورة” امّا  أشعة أو سونار أو مقطعية أو رنين وغيرها وكل ذلك يُطلب من الطبيب أن يُفتي في لحظة عما يرى وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في أن يُحلل ملايين من المعطيات والاستنتاجات حتى يساعد الطبيب في تشخيصه مثل “الاستعانة بصديق” في البرنامج الشهير.

وعلى صعيد آخر الآن أصبح هناك من ينتقدون الذكاء الاصطناعي لا لأنه ليس جيداً ولكن لأنّ المطلوب منه والمُؤمل منه ليس  كما هو المتوقع وكانوا يظنون فيه أكثر من ذلك والذكاء هذا ليس في الطب فقط ولكن لأكثر من ذلك في شتى المجالات حتى أنه لم تخلو مواقع التواصل الاجتماعي من ذكاء اصطناعي.

أما الذكاء العادي فهو مهمل في بلاد العرب عامة وبلاد الاسلام خاصة ولا أعرف سبباً في تنشئة أجيال على الدعة “فاخشوشنوا فان النعمة لا تدوم ” كما قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه ولا يخفي علينا أن كثيراً مما أنا وغيري عليه الآن من طريقة للكلام واستعداد للتفكير ولسان سليم يتحدث العربية عائدٌ على المدرسة الابتدائية والأعدادية التي نشأنا فيها ولم يغب عنا تأثير المدرسة الأولى في كثير من المحاضرات والكلمات التي نلقيها في أي مكان.

فما بالك بأجيالٍ قد نشأت وترعرت وكبرت وسمنت دون أن تتحرك خلايا العقل فيها أو تحذو حذو الرجال الذي يعيشون في أقصى الأرض وغربها فيتقدمون كل يوم فالشباب عندنا منعزلون عن الذكاء العام والخاص واستخدام العقل الذي حباهم الله اياه فكيف سيتعاملون مع الذكاء الأصطناعي وتطوراته في العصر الحديث والأدهى من ذلك أنّ كثيراً من الشباب في بلدنا في العصر الحالي يُوهمون أنفسهم أنهم أذكياء اذا كانوا يعرفون في الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات وبطبيعة الحال هذا هو الوهم بعينه لأن وسائل التواصل وغيرها أفرزت وستفرز أجيالاً قادمة سيتمتعون بالغباء المطلق والغيبوبة المفرطة لأبسط الأمثلة أن التعليم ليس هكذا والتربية لا توجد في الموبايل “وللحديث بقية”.

د. طارق الخولي
استشاري القلب  –  معهد القلب
[email protected]

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق