الأخباراهم الأخبارسلامتك

بطانة الرحم المهاجرة… مرض صامت يعصف بصحة المرأة

الدكتورة هاجر النشار: بطانة الرحم المهاجرة مرض مزمن يهدد الخصوبة

كتبت أسماء عاشور
في كل شهر، تعتاد كثير من النساء على مواجهة آلام الدورة الشهرية. لكن هناك ألمًا آخر، مختلفًا، متكرّرًا، لا يخضع لساعات محددة ولا يهدأ بمسكنات عابرة. إنه بطانة الرحم المهاجرة – المرض الصامت الذي يختبئ خلف تشخيصات خاطئة وتأويلات غير دقيقة، تاركًا خلفه سنوات من المعاناة الجسدية والنفسية دون إجابة شافية.

تكشف الدكتورة هاجر أخصائي أمراض النساء والتوليد لموقع “صحتك 24″، أن بطانة الرحم المهاجرة تختلف جذريًا عن البطانة الطبيعية التي تبطّن تجويف الرحم من الداخل وتتساقط شهريًا مع الدورة. فبينما توجد البطانة الطبيعية داخل الرحم فقط، يمكن لأنسجة البطانة المهاجرة أن تنمو خارجه في أماكن غير معتادة مثل المبايض، قناتي فالوب، المثانة أو حتى الأمعاء، وهو ما يتسبب في سلسلة من التفاعلات الهرمونية المؤلمة والمعقدة.

وتشير إلى أن هذه الأنسجة الخارجة عن موضعها الطبيعي لا تفقد وظيفتها، بل تظل تتفاعل شهريًا مع تغيرات الهرمونات، مما يؤدي إلى نزيف داخلي وتكوّن أكياس دموية تُعرف بـ”أكياس الشوكولاتة”. كما تسبب التهابات مزمنة والتصاقات في منطقة الحوض، ما يؤدي إلى آلام شديدة قد تؤثر على جودة حياة المرأة وقدرتها على الإنجاب.

وتُعد الآلام الشديدة أسفل البطن والحوض، خاصة أثناء الدورة الشهرية، من أبرز الأعراض التي تستدعي الانتباه، إلى جانب ألم أثناء التبول أو التبرز، ألم في العلاقة الزوجية، وآلام مزمنة لا ترتبط فقط بالدورة، بالإضافة إلى تأخر الحمل أو صعوبته. “هذه الأعراض ليست طبيعية ويجب ألا تُهمَل”. ، مشددة على أهمية التشخيص المبكر لتقليل المضاعفات وتحسين فرص العلاج.

كما أوضحت أن السبب الدقيق غير معروف حتي الآن و لكن هناك بعض العوامل التي قد تساهم في حدوثها، مثل: ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين لفترة طويلة دون توازن مع هرمون البروجسترون؛ وايضا العوامل الوراثية قد تزيد احتمالية الإصابة إذا كانت هناك حالات مماثلة في العائلة.

يُعد تشخيص بطانة الرحم المهاجرة خطوة معقدة تتطلب دقة ومهارة، نظرًا لتشابه أعراضها مع أمراض نسائية أخرى. وتشير الدكتورة هاجر أن أول مراحل التشخيص تبدأ بأخذ تاريخ مرضي مفصّل، حيث تُسجَّل الأعراض ومدى شدتها وتكرارها وتأثيرها على الحياة اليومية للمريضة. يتبع ذلك فحص إكلينيكي دقيق لمنطقة الحوض للكشف عن أي علامات غير طبيعية أو ألم موضعي. وتُستخدم الموجات فوق الصوتية (السونار) كأداة أولية لرصد وجود “أكياس الشوكولاتة” على المبايض، وهي من العلامات الشائعة لدى المصابات بالمرض.

وفي بعض الحالات، خاصةً عند وجود تأخر في الإنجاب، يُجرى فحص بالأشعة بالصبغة (HSG) لتقييم وضع الرحم وقناتي فالوب، والتأكد من عدم وجود انسدادات أو التصاقات قد تعيق الحمل.
وتشير الدكتورة هاجر إلى أن بعض الحالات قد تتطلب تنظير البطن كخطوة نهائية للتشخيص المؤكد، إذ يُمكّن الطبيب من رؤية الأنسجة المهاجرة بدقة وتحديد مدى انتشارها.

كما أوضحت أن علاج بطانة الرحم المهاجرة أما أن يكون علاج هرموني لتقليل نشاط بطانة الرحم ،أو علاج جراحي لإزالة الأنسجة المهاجرة أو الأكياس الدموية ، وفي بعض الحالات، قد يكون الحقن المجهري هو الخيار الأنسب، خاصة في حال وجود التصاقات شديدة أو انسداد في الأنابيب ؛حيث يتم استئصال البطانة بالجراحة قبل محاولة الحمل لتحسين فرصة التخصيب.

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق