تفاصيل مريض الإيدز الذى أثار الرعب ب بالسيدة زينب
نشر أحد أطباء الاستقبال بمستشفى “المنيرة العام” بالسيدة زينب، واقعة مرعبة عن مريض إيدز دخل المستشفى دون أن تكون هناك استعدادات كافية لمكافحة العدوى.
الطبيب قال على صفحته بالفيس بوك “أنا هحكى عن واقعة هى كارثة طبية وجريمة انسانية وفضيحة أخلاقية حصلت امبارح ومستمرة النهاردة .. وغالبا لو لم أدفع الثمن بالاستقالة هانقطع او اتسجن مش فارقة ..
الأحد 14-10-2018 .. الساعة 2.30 مساءا ..
دخل الطوارئ شاب على كرسي بنزيف حاد بانفجار ما بعد تمدد فى الشريان الفخذى وباختصار مغرق المستشفى كلها دم .. العيان ده مريض ايدز.
أنا أول حد اتعامل معاه وعملتله الاسعافات الاولية تمهيدا لتحويله، مراته حلفت ما هى ماشية من المستشفى وطلعتلى جواب تحويل رسمى من الوزارة للمستشفى عندى مع العلم انى معنديش لا عزل ولا جراحة أوعية دموية !
حاولت أفهمها ان المريض محتاج يروح الحميات او معهد ناصر واكتشفت انه كان عندنا أول امبارح واتحول بالفعل للحميات والحميات حولته لمعهد ناصر ومعهد ناصر رفض فتوجه الى الوزارة بينزف والموظف الادارى اللى شافه بعتهولنا.
المريض دخل من الباب الخلفى للمستشفى ومشي ينقط دم لحد الطوارئ ولوّث معظم أرضيات وجدران المستشفى من المطعم للاشعة للمعامل ماخلاش.
ويضيف الطبيب: قفلنا الاستقبال وبلغنا طوارئ الوزارة يبعتوا اسعاف ينقله ردوا انه مش اختصاصهم وقرروا بعد ساعتين يجهزوا عربية اسعاف، كان العيان لوحده فى الاستقبال وكله متكهرب وخايف يقرب منه .. لدرجة ان الحالات اللى فى الطوارئ جريت ومصاب فى حادثة واقع من الدور الرابع ومعاه 10 مرافقين اول ما شافوا بركة الدم وعرفوا القصة أخدوه وطاروا بيه على اى مستشفى تانى ..
الموضوع انتشر بسرعة حتى القهوة قدام المستشفى اللى مابتفضاش للفجر فى لحظة بقت صحراء ..حتى الطوارئ مدخلهاش من الرعب مريض جراحة لحد النهاردة الصبح فى سابقة تاريخية.
العيان كان بيرهب كل الناس بمرضه وبيتعمد نشر سوائله فى كل حتة وتبول فى باسكيت الجراحة ولعب فى الدواليب والآلات ونشر الفزع بالمستشفى كلها فى نص ساعة.
وقال هو ومراته فى نفس واحد مش ماشيين من هنا وهيتحجز وهتجيبوله دكتور اوعية دموية ..
فضلنا على الوضع ده لحد الساعة 10 مساءا، كلمنا الجماعة بتوع “الانفكشن كنترول” كانوا فى المريوطية تقريبا معزومين على العشا هناك وقالوا رشوا كلور وخلاص وبكرة نجيلكم، نفس اللى قاله المدير لما قفلنا الطوارئ علشان عاوز الشغل يمشي على حساب اى روح لا سيما ارخص الارواح .. الدكاترة اللى شايلينه!
جات اسعاف واخدوا ساعتين يعقموها ولبسوا حاجة اسمها PPE بدلة كدة زى بتاعة رواد الفضاء، وعاوزين دكتور يطلع مع الحالة طلبوا منى ورفضت، مش خوف من العيان انا اقدر اتعامل معاه كويس وانا تقريبا الوحيد اللى اتعامل معاه فعلا بس علشان رافض اتعامل على انى الحلقة الأضعف فاكتفيت بالرد الساخر : والله أنا بدل العدوى بتاعى 19 ج مش هطلع الطلعة دى قبل ما يبقى 25 ج ..
الحميات قالوا مش هيستقبلوه معندهمش جراحة ومعهد ناصر معندهمش أماكن، بلغوا كل الناس لحد الوزيرة قالت احجزوا الحالة عندكم وده أسوأ سيناريو ممكن حديتخيله ..
لا لسه فيه أسوأ ..
وشرّف مدير المستشفى وحجز الحالة بالأمر فى قسم الحروق ورئيس قسم الحروق قال مليش دعوة، وطلع القسم فى أسانسير حالات النسا الحوامل وحتى متعقمش لسه لحد دلوقتى ..
قسم الحروق ده فيه 6 حالات محجوزة منهم 3 أطفال تحت 3 سنوات، وجنبه قسم ال Septic يعنى الخراريج والاقدام السكرية والصديد والغرغرينا وكل ده فى دور واحد … يعنى حاجة آخر غباء ميعملهاش الا معتوه.
مريض الحروق أول سبب لوفاته هو العدوى فالمستشفى حطتله أشد الفيروسات فتكا جنبه وارهابى بيعمل كل ما فى وسعه للتأكد من نشر العدوى دى!
حتى مريض الايدز أول سبب فى وفاته العدوى حطوه جنب قسم الجروح الملوثة.
والمريض بيتحرك حتى مش مربوط ولا مقفول عليه باب وبيسيب برك من الدم الملوث فى كل خطوة والاطفال اللى جنبه وارد جدا انهم يتلطوا فى لحظة خاصة انهم بيتحركوا كتير، واللى زاد وغطى ان التمريض اللى ماسك التلاتة واحد بيتحرك بينهم دون أولى مبادئ التحكم فى العدوى.
وعمال النضافة لا حول لهم ولا قوة بيمسحوا وراه برجلين حافية علشان ال 300 ج اللى بياخدوهم يسدوا جوعهم، فبيرشوا مية على الدم ويسيقوا الارض فبيزودوا الطين بلة !
العيان ده داخل عمليات دلوقتى هيربطوله ال External iliac artery، العمليات اللى فيها كل أسبوع 3 لست ثابتة بمتوسط 30 عملية جراحية كبيرة، ووارد يحتاج رعاية فيدخل بقرفه كمان وسط عيانين الرعاية اللى لو كحيت فى وشهم بيموتوا … انت متخيل المأساة ؟!
يعنى لو الناس دى متعمدة خلق بؤرة فيروسية ونشر وباء قاتل والمخاطرة بمستقبل وحياة ربما مئات من البشر مش هيعملوا اكثر من كدة..
وكل ده علشان الوزيرة بتقول اننا مجهزين احلى تجهيز ونقدر نتعامل مع اى حاجة ، علشان العيان ده يبقى اهو محجوز وخلاص بدل ما يموت فى الشارع ويبقى شكل الصحة والبلد مش لطيف.
الكلام ده بيحصل فى مستشفى المنيرة العام بالسيدة زينب احدى أكثر المناطق كثافة سكانية وأدناها فى مستوى المعيشة وأوسخها فى النظافة العامة.