الأخباراهم الأخبارمقالات

صحتك في أمان

التعليم الطبي لابد أن يستمر

بقلم- الدكتور طارق الخولى:

برغم كل شئ لابد أن يستمر هذا القطاع من التعليم والذي لا نعرف حقيقةً متى بدأ وكيف بدأ ومن أين جاء هذا الاسم الجميل ولكنه اسم له وجاهته ولابد أن يكون موجوداً وتطبيقه لابد أن يزداد كل يوم مع حاجتنا للمعلومة الصحيحة.

والسؤال لماذا ؟ والاجابة لأنّ حاجة الطبيب الى التعلّم تأتي من المهد الى اللحد ومن وقت الكلّية الى وقت المنية وهذا ما تعارفنا عليه وجرت عليه الأمور.

وحتى كتابة هذه السطور لا نعرف متى بدأ علم الطب في مصر أو في العالم وان كانت مصر أقدمهم ولأنّ مصرُ مهدُ الحضارات فكانت الأصل في تعلم الطب وعندنا من الشواهد ما يثبت ذلك ولكن بدأ أيضاً تعلّم الطب في الصين وكان متواتراً تتوارثه الأجيال وأنّ الهنود الحمر أيضاً عندما تعاملوا بالطب أبدعوا حسب علمهم والقدماء المصريين في بحثهم الدؤؤب عن المعرفة صنفوا الطب الى فروع والتحاليل الى اجتهادات وتفسيرات أما الأدوية فكانت تجارب واختبارات وهذا كان يكفيهم في هذا الزمان.

أما اليوم فالتعليم المستمر يعني الوصول الى الطبيب بشدة وليس أن يصل الطبيب الى التعليم ثم الوقوف بجانبه في التعلّم وليس تأنيبه أو توبيخه اذا أخطأ فلا سيجدي تأنيب ولا سيرفع توبيخ.

التعليم الطبي هو حق لكل طبيب يحمل شهادة مزاولة المهنة والتعليم المستمر للطبيب ليس القراءة فقط من كتاب ثم تقول تعلمت والتعليم المستمر للطبيب هو مدارسة التحاليل والتعليم المستمر للطبيب هو مناقشة الحالات لمن يكونون حولك من الطلاب والأقدمين.

التعليم المستمر للطبيب هو بناء فلسفة لكل طبيب تكون الدولة مطمئنة أنه في يوم ما في زمان ما يكون هذا الطبيب قادراً على أن يأخذ القرار في صحة مريض ويكون هذا القرار صائباً لا رجعة فيه.

التعليم لابد ألا يُمنع عن الطبيب بغرض أو بغير غرض بهوى أو بغير هوى وقد كان في مستشفى عملت فيه عندما يريد بعض الأغبياء أن يعينوا طبيباً ليس أهل لمنصب ويدسون به على من هم أسن منه وأكثر خبرة فكانوا يمنعون التعليم عن الآخرين في مجال ما ثم يدعون أنه أفضل لهذا المنصب ” “Devoted لأنه يعلمه دون غيره وبطبيعة الحال لم يكن مستشفانا هو الفريد في هذا بل كانت أغلب المستشفيات هكذا ولذلك أصبح الطب هكذا.

التعليم حق للطبيب يأتي الطبيب اليه ولكن لابد أن يكون ميسراً وليس من رابع المستحيلات أن يتعلم ولهذا بدا عنوان المقال مريحاً ولكن الحقيقة تطبيق هذا صعب في بلاد المحروسة اذ يحتكر “السبوبة” بعضٌ من “العاملين عليها” ويكتفون بغالبية الأطباء أن يكونوا مستمعين على مقاعد المتفرجين بينما يكتفي من يلقي المحاضرة أن يتلوى يميناً ويساراً وهو يخاطب نفسه ثم يتندر على أيام العلم الجميل الذي ولى وهو يكاد يحتفظ لنا ويمتنعنا ببعض عبقه الجميل!!!!!

نحن نتحدث عن زمن لن يمر علينا هكذا بل لن نصمد أمام قسوته وغداً ان ظللنا هكذا سيأتي من لم يكن لهم ثمن فيأكلون أصحاب ألاثمان ويدوسونهم فالعلم ليس حكراً على السفهاء من دون الناس.

ويقول العارفون عن التعليم أنه رأس الحكمة وتحفة المشتاق على طريق الأشواك وهو الدواء لكل داء والنور لمن فقد البصر والبصيرة.

د. طارق الخولي
استشاري القلب – معهد القلب
[email protected]

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق