الأخباراهم الأخبار

صحتك في أمان

الفطرة السليمة وأمراض الشواذ

بقلم-الدكتور طارق الخولى:

الملاحظ أن كلمة الشذوذ لم ترد في القرآن بل ان أصل الكلمة “شذ” لم يرد أصلاً في القرآن الكريم في تناغم مطلق استخدم مفردات اللغة في سبع وسبعين ألف كلمة و323671 حرف ولكن هناك كلمات بعينها لم ترد في القرآن الكريم مثل “لاسيما” ومنها من لم يتكرر مثل: {الأَكْرَمُ} – {الرُّجْعَى} – {لَنَسْفَعاً} – {الزَّبَانِيَةَ}.

ولكن المولى عندما لم يذكر “الشذوذ” في القرآن لثقل هذه الكلمة ذكر ما يشير الى طريقة تفكيرهم الشاذة عندما قالوا “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” وعندما لم ينفع معهم أي قول (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ). [سورة الأعراف، آية: 80-81] (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). [سورة النمل، آية: 54-55] (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ) [سورة العنكبوت، آية: 28-29] وعلى عكس ذلك تحدث كثيراً عن الفطرة السليمة عندما قال “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

فما هي هذه الفطرة؟

الفطرة تبين للإنسان أنه لا يستطيع أن يخالف سنة الله في الخلق اذا أراد أن يخالف فماذا سيفعل أمام قول الله “ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين” “ولقد خلقنا الانسان من تراب ثم من نطفة” والفطرة حددت ان الخلق من ذكر وأنثى في أكثر من موضع فلا الذكر يستطيع أن يهجر أو ينفصل عن الأنثى ولا الأنثى تستطيع ذلك والفطرة تحدثت عن الالتزام بالزواج عن طريق شرع الله وكلمة الله ” وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا” حتى طريقة النكاح أمرنا أن نأتي النساء في مكان ما أحل الله وليس غير ذلك “فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ” حتى لا يدعي أحدٌ أنه لم يعرف واذا عرف أن يأتي في غير ما أحل الله للرجل من المرأة.

فاذا جاء أناسٌ من بني جلدتنا فابتدعوا غير ذلك مما فعله قوم لوط وأحيوا ذكراهم مرة أخرى فعلام يكون السكوت على افسادهم للبشرية واتباعهم للشيطان أو اتباعهم الهوى أو اتباع النفس “ان النفس لأمارة بالسوء” ومن خالف الفطرة فلن تقوم له قائمة ولن يفلح في الدنيا والآخرة فأمراض الفطرة (ولا مجال لذكرها في هذا المقال) فهي تعصف بالأجهزة التي خلقها الانسان داخل الجهاز البشري وتعصف بالتناغم الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بين الأجهزة العضوية والاجهزة المناعية وتهدم البناء من الأساس وتهوي بالإنسان الى ما ليس فيه وتُورث أمراضاً نفسية وعصبية واجتماعية.

أمراض الفطرة تؤدي الى قتل الهيبة والنخوة والمرؤة بين الرجال والنساء وتورث ضياع الانساب والذريات وتعصف بمبدأ الاستخلاف في الأرض ليؤدي النسان ما استخلف من أجله وتعصف بقوامة الرجل على المرأة اذا كان الرجل يقضى شهوته مع رجل مثله والمرأة تقضي شهوتها مع امرأة مثلها فكيف تستقيم الدنيا.

أمراض الفطرة تجعل الانسان يصبح ضحية للشهوات والنزوات دون أية مراجعات فيحكم علي الحكيم بما ليس فيه ولا يحكم على الوضيع بما فيه “اخرجوا آل لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون”.

أمراض الفطرة هي الداء الذي ليس له دواء ولهذا كان جزاء قوم لوط (قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ* فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

ويقول العارفون بالفطرة انها هبة من الله أن جمعنا من رحم واحد نتميز عن سائر المخلوقات بعقل واحد وبنيان واحد أما العارفون بالله فقد قالوا ان الله رفع الانسان عن سائر الدواب فلا دب على بطنه ولا دب على أربع وسوى الله له خلقة لا يشابه فيه أحد فلا ينزل هو الى مصاف ذوات البطون أو ذوات الأربع وكل ما يفعله هؤلاء في دنيا الله زائل لا محالة وان كنا لا نعرف الكيف “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

د. طارق الخولي
استشاري القلب – معهد القلب
[email protected]

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق