الأخباراهم الأخبارمقالات

صحتك في أمان

شهادة الوفاة

بقلم الدكتور-طارق الخولي:
شهادة الوفاة الطبيعية هي الصك الوحيد  الذي يضمن لك خروجاً آمنا من الدنيا “دون أن يتكلم عليك أحد” الى آخرة لا يعلم ما يُفعل بك فيها الا الله عز وجل وهى آخر ما ستحصل عليه من الشهادات “المعتمدة” في الدنيا فلا بأس بالموت ان كان الانسان قد أدى ما عليه فكهذا يقول الرجال وكثيرٌ من المرضى البسطاء الذين عشنا معهم آخر أيامهم في الدنيا أما ما غير ذلك فلا رغبة لهم فيه.

شهادة الوفاة هي الشهادة الوحيدة التي لا يعتد بها كثيرٌ من الناس وهي الوحيدة التي لا “تُبروز” ولا “تعلّق” فقلّ من يكترث أحدٌ لوجودها ولا أين وضُعت أو احتفظ الناس بها فأسهل من ذلك أن تستخرج بدل فاقد لموت الميت لا عن وجوده أصلاً.

وقص لنا القرآن عن الوفاة وحذرنا من أن تأتينا بغتة أو لا نكون اعددنا لها شيئا فقال في سورة المنافقون ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)وقال في سورة آل عمران “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ” وقال أيضاً في سورة العنكبوت” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” لأنّ الموت لابد أن تعد له عدة لأنّ فيه أشياء لا نعرفها حتى الآن واحتار فيها العلماء في لفظ “ذائقة الموت” وغيره من الالفاظ التي لا تكون الا في الموت كيف تكون ومتى تكون ولماذا تكون؟

أما عن الفناء فحدثنا أيضاً أنّ الكل يفنى ولا يبقى أحد فقال في سورة الرحمن ” كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ” حتى لا يظن ظان أن الفيلا والعربية وما جُمع سيبقى بل الكل يزول وسيزول الا وجه ربك فالجدران والركبان فان كانت لا تموت فهي ستزول أما الأشخاص فكلهم سيموتون ولكن يبقى لبعض منهم ذكرٌ حسنٌ يذكره الناس به ومنهم من لا يبقى له أى شئ يترحم الناس به عليه.

وبين الموت والفناء زمن بعيد وخطاب مختلف فقد ينتهي المطاف بالعبد أنّ كل شئ كان يملكه هذا الشخصُ بعينه يفنى ولا يُبقى اللهُ له شئ كأنّ اللهَ أراد لهذا الانسان ألا يبقى لك ذكرٌ من مال أو ولد أو دار فيهوي الى أسفل سافلين دون شئ معه بعد أن كان شعلة حماس وملهماً للناس من حوله.

الوفاة غير الطبيعية:

وقد ينتهى المطاف بانسان أن يزهق روحه فينتحر في مكتبه أو مستشفاه أو متجره بعد أن استبد به اليأس من الاصلاح حتى بات أن يتم اصلاح شئ من رابع المستحيلات فينُهي حياته بنفسه قبل أن يأتيه أجله وفي ذلك ظلمٌ شديدٌ لنفسه وتضييع لحق الخالق الذي أمره أن يحافظ على هذه النفس ويختلف الجسدُ كثيراً في أثناء التشريح اذا كانت الوفاة طبيعية أو غير ذلك ولا مجال لذكرها في هذا المقال.

ويقول العارفون بالوفاة انها النهاية بعد أن بدأت البداية دون نقصان أجل بلا رعاية فلابد ان تُكمل الغاية ولو عشت طويلاً على حد الكفاية ويقول العارفون من الأطباء أنك لا تملك كثيراً في هذه الدنيا دون أن تدري حتى لو ملكت كل شئ فقد لا تستطيع الحفاظ حتى على اسمك الذي سيؤخذ منك بعد الوفاة.

د. طارق الخولي
استشاري القلب – معهد القلب
[email protected]

الرابط المختصر -صحتك 24:
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق